كلّ من يتعامل مع ظاهرة الأدب يجد في نفسه سؤالا ينتابه ويفرض عليه إجابة: ما الأدب؟ هذا السؤال في الحقيقة ليس جديدا، فمنذ  أرسطو  أثير و بشدّة، ما الأدب؟ ويبدو السؤال في الظاهر ساذجا بسيطا إلاّ أنّ المتأمل الجادّ يرى فيه من التعقيد والإشكال ما يستدعي        الوقوف. هذا التعقيــــــــــد جعل التساؤل عنه يتكاثر ويتجدد ويتناسل إلى غير ما نهاية، كلما أجاب أحدهم عن السؤال كلما تجدد السؤال مرة ثانية، لذلك حاول أرسطو أن يحاصر الأدب بمجموعة من المقولات بما يقبض على سر الأدب، فكانت المحاكاة مهيمنة من القرن الرابع قبل الميلاد حتى القرن الثامن عشر ميلادي، ولكن سرعان ما تجدد السؤال مرّة أخرى، ما الأدب؟ هذه الصيغة وضعها جون بول سارتر عنوانا لكتابه الشهير  ما الأدب؟ وضمّن تيري إيغلتون نفس السؤال في  كتابه نظرية الأدب، وتلاه الكثير من النقاد والأدباء,