يعدّ هذا المقياس من المقاييس المهمة لأصحاب تخصص لسانيات عامة، وذلك عائد لطبيعة التخصص والمقاييس المعتمدة فيه فمقياس المصطلحية له دور فعال جدا في التكامل المعرفي المصطلحي بين المقاييس فكل مقياس يعتمد وينبني على مصطلحات عدة، فالمصطلحات مفتاح العلوم على حد قول الخوارزمي، وقيل إن فهم المصطلحات نصف العلم لأن لغة أي علم تحتاج للمصطلح، والمنهج العلمي الصحيح هو الذي يبنى على مصطلحات جديدة ودقيقة، ونظرا للتطور العلمي والتكنولوجي الذي يشهده هذا العصر والانفجار المعرفي الذي نتج عنه مخزون كبير من المصطلحات في شتى المجالات المعرفية والحقول العلمية كانت الحاجة ماسة إلى علم يضبط ويقنن هذه المصطلحات مما يسهل تبادلها وتوثيقها وتوحيدها، كما أنّ التقدّم في المعرفة البشريّة والتكنولوجيا والاقتصاد يعتمد إلى حدّ كبير على توثيق المعلومات وتبادلها. وتُستخدَم المفاهيم، التي نعبّر عنها بالمصطلحات والرموز، أساساً لتنظيم الأفكار العلميّة وجميع المعلومات الأخرى. غير أنّ هذا التطور السريع في المعارف الإنسانيّة أدّى إلى صعوبة إيجاد مصطلحات كافية شافية، إذ لا يوجد تطابق ولا تناسب بين عدد المفاهيم العلميّة المتنامية وعدد المصطلحات التي تعبّر عنها. فعدد الجذور في أيّة لغة لا يتجاوز الآلاف على حين يبلغ عدد المفاهيم الموجودة الملايين وهي في ازدياد ونمو مضطردين. ولهذا كلّه، تلجأ اللغات إلى التعبير عن المفاهيم الجديدة بالمجاز والاشتراك اللفظيّ وغيرهما من الوسائل الصرفيّة والدلاليّة، وقد يقود ذلك إلى ارتباك واضطراب على المستوَيين الوطنيّ والدوليّ، خاصّة أن تصنيف المفاهيم وطريقة التعبير عنها يختلفان من لغة إلى أخرى ما يؤدّي إلى صعوبة في تبادل المعلومات وتنميتها. ولهذا، كذلك، كان لا بدّ من توحيد المبادئ التي تتحكّم في إيجاد المفاهيم أو تغييرها وفي وضع المصطلحات المقابلة لها وتعديلها.
- معلم: TAYEBI Naima