تعتبر
اللغة ظاهرة إنسانية وأداة تفكير بشري،
هذا ما جعلها محطّ أنظار واهتمام الدارسين والباحثين الغرب والعرب منذ القدم،
واللغة في مفهومها هي نظام من الأصوات أوجدها الإنسان عن وعي، أو ألهم بها توقيفا
عن دراية، لتحقيق وظيفة التواصل بينه وبين الآخرين، وللتعبير عمّا يخالجه من عواطف
وأحاسيس وأفكار وميولات ورغبات. لكن ما يتبادر إلى أذهاننا هو ذاك التساؤل: هل
إشكالية المعرفة إشكالية لغة، أم إشكالية تفكير؟ هذا التساؤل يسوقنا إلى قضية مهمة عرفها
التفكير النقدي، وهي أسبقية اللغة على الفكر، أي هل اللغة سابقة للفكر أم العكس؟
- Teacher: Ammari Malek
تلعب اللغة دورا هاما وملموسا في
الحياة الإنسانية، فهي وسيلة تحقيق غايات التواصل بين الأفراد في المجتمع الواحد
وإشباع حاجاتهم ومتطلباتهم، فاللغة نجدها قد ساهمت في نمو الفرد المعرفي والاجتماعي، وكلّما أتقن
الفرد لغته، وفهم سرّ تراكيبها كلّما أدّى دورا مميزا في مجتمعه، بل في إحساسه
وسلوكه وتفكيره. ولو عدنا إلى المثال العربي، نجد أنّ العرب قد استطاعوا أن يرتقوا
بعقولهم وفكرهم وشخصيتهم وانفعالاتهم من خلال تمكّنهم من اللغة العربية، وهذا ما
يظهر من خلال مسيرة التطور والازدهار الذي مرّت به الحضارة الإسلامية.
لقد كان ولا يزال توصف شخصية الإنسان من خلال لغته، فكلّما سعى الإنسان إلى ارتقاء بلغته في حياته اليومية بحسن استخدام الكلمات ونظم التراكيب والعبارات كلّما حسنت صورته عند الآخرين. إنّ اللغة العربية تقوم بدور كبير في تطوير الميزات الشخصية للفرد، فهي بمثابة هويّة الشخص وسمته الإنسانية.
- Teacher: Ammari Malek
محاضرات في علم النفس اللغوي
- Teacher: Ali Chenaoui