يقدّم هذا المقرّر كتعريف بالنقد الادبي الحديث وإرهاصاته الأولى في التفكير النقدي العربي، حيث ساهمت النّهضة الأدبية في بروز مقوّمات الفكر الأدبي والنقدي، فظهرت اتّجاهات أدبية محافظة ومجدّدة، فكانت اللّبنات الأولى مع حركة البعث والإحياء، التي آثرت النّسج على منوال القدامى وبعث التراث العربي (الشعر العربي)، ثمّ حركات التجديد ممثّلة في الدّيوان وأبولو و الرّابطة القلمية، لتظهر بعدها أسس النّقد الأدبي ممثّلة في مناهج النقد الأدبي، ثم القضايا النّقدية والنقد الجديد.

      تبدّت ملامح النّقد العربي الحديث الأولى من خلال النهضة الأدبية والثقافية التي أتت عقب الواقع المتردّي الدي فرضته سطوة الاستعمار على الأمّة العربية، وقد اختلفت رؤية النقاد ومنهجيتهم في النهوض بواقع الأدب والنقد حيث نجد منهم من أراد الانطلاق من خلال الاحتكاك بالآخر الغربي عبر تمثل ثقافته ونظرته للأدب والحياة، ومنهم من أراد الرجوع للماضي الأصيل ليغرف منه ما يدعم به الحاضر والمستقبل ممثلا في الاتجاه الإحيائي الدي آثر المحافظة على التراث وبعث الروح فيه من جديد، فما هو الاتجاه الإحيائي أو النقد الإحيائي ؟ ومن هم أبرز رواده ؟ وما هي أهم منطلقاتهم المعرفية وآلياتهم الإجرائية في تمثل التراث والمحافظة عليه والنسج على منواله وفق روح عصرهم ؟.