بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعد:          

   كلّ من يتعامل مع ظاهرة الأدب يجد في نفسه سؤالا ينتابه ويفرض عليه إجابة: ما الأدب؟ هذا السؤال في الحقيقة ليس جديدا، فمنذ أرسطو أثير و بشدّة، ما الأدب؟ ويبدو السؤال في الظاهر ساذجا بسيطا إلاّ أنّ المتأمل الجادّ يرى فيه من التعقيد والإشكال ما يستدعي الوقوف. هذا التعقيــــــــــد جعل التساؤل عنه يتكاثر ويتجدد ويتناسل إلى غير ما نهاية، كلما أجاب أحدهم عن السؤال كلما تجدد السؤال مرة ثانية، لذلك حاول أرسطو أن يحاصر الأدب بمجموعة من المقولات بما يقبض على سر الأدب، فكانت المحاكاة مهيمنة من القرن الرابع قبل الميلاد حتى القرن الثامن عشر ميلادي، ولكن سرعان ما تجدد السؤال مرّة أخرى، ما الأدب؟ هذه الصيغة وضعها جون بول سارتر عنوانا لكتابه الشهير ما الأدب؟ وضمّن تيري إيغلتون نفس السؤال في  كتابه نظرية الأدب، وتلاه الكثير من النقاد والأدباء، ومن هنا رحنا نسلط الضوء عن حقيقة نظرية الأدب ضمن عمل هو عبارة عن مجموعة من المحاضرات قدمتها على مدى ثلاث سنوات لطلبة السنة الثانية ليسانس بقسم اللغة والأدب العربي بجامعة ابن خلدون ـ تيارت ـ سنة:2015م/2016م، والمركز الجامعي عبد الله مرسلي تيبازة سنة: 2018م/2019م، وسنة 2019م/2020م، وفي ملحقة الشلالة جامعة ابن خلدون، سنة 2021/2020 و2022/2021، قد شملت هذه المحاضرات أهم المحاور التي تقوم عليها نظرية الأدب.