من أبرز ما يقدمه النحو الوظيفي للدرس اللساني المعاصر هو إعادة الاعتبار للبعد الاستعمالي والاجتماعي في تحليل اللغة، مما يتيح نماذج أكثر دقة وواقعية في مجالات كتعليم اللغات وتحليل الخطاب وفهم الظواهر اللغوية المعقدة. كما يفتح آفاقاً لدراسات متعددة التخصصات تربط اللغة بعلم النفس والاجتماع والمعرفة، مما يثري البحث اللغوي ويوجهه نحو مزيد من الشمول والتكامل.
وعليه، فالنحو الوظيفي لا يُعد فقط بديلاً نظرياً للنحو التقليدي أو التحويلي، بل يمثل إعادة بناء شاملة لمفهوم النحو من حيث المضمون والهدف. إذ ينطلق من واقع اللغة ويعود إليه، واضعاً المعنى والاستعمال في مركز الاهتمام، وجاعلاً من القدرة التواصلية جوهر الكفاية اللغوية، لا مجرد حفظ القواعد. واعتماد هذا المنظور في تعليم اللغة العربية وتحليل نصوصها يمكن أن يُسهم في حل الكثير من الإشكالات التربوية والبحثية، ويقرب المتعلم من اللغة كما تُستعمل في الحياة اليومية
- Teacher: hafidha lami