الشـرح :
(1) يبدأ الشاعر قصيدته بالوقوف على الأطلال ، وإن اختلفت الأطلال هنا فقد اعتاد الشعراء في الجاهلية بدء قصائدهم بالغزل وبكاء الديار والوقوف على آثار ديار المحبوبة ، ولكن شاعرنا هنا يقف على قبر الرسول - - باكياً فيقول : إن بالمدينة المنورة آثار وأماكن منيرة بخطوات الرسول عليها التي طبعت فيها البركة والخير والنماء وجعلتها خالدة لا يمكن أن تزول . (2) ولقد ظلت العين تبكي بكاء غزيراً أمام القبر الذي قد ضم داخله جسد النبي - - الطاهر . (3) ثم دعا بالبركة لقبر الرسول ، وبالبركة للمدينة المنورة التي أقام بها الرسول الكريم .
س1 : دلل على قدسية طيبة (المدينة المنورة) من خلال فهمك للبيت الأول . [أجب بنفسك] .
س2 : بكاء الشاعر على الأطلال يثبت تقليديته . وضح مع التدليل . [أجب بنفسك] .
التذوق :
(بطيبةَ رسمٌ للرسولِ ومعهدُ منيرٌ) : أسلوب قصر بتقديم الجار والمجرور للتخصيص والتوكيد.
(رسم ومعهد) : نكرتان للتعظيم .
(بطيبةَ .. معهد منير) : استعارة مكنية يصور فيها قبر الرسول في طيبة (المدينة المنورة) بالنجم المنير ؛ لتوضيح رفعة وسمو قدْر الرسول - -.
(قد تعفو الرسومُ وتهمد) : قد مع الفعل المضارع تفيد الشك ، والمضارع للتجدد والاستمرار.
(معهد - تهمد) : محسن بديعي / تصريع يعطي جرساً موسيقياً محبباً للأذن ، وأيضاً جناس ناقص .
(أطالتْ وقوفاً تذرفُ العينُ جهدها) : كناية عن شدة الحزن والأسى على الرسول - - ، وسر جمال الكناية : الإتيان بالمعنى مصحوباً بالدليل عليه في إيجاز وتجسيم ، وفيها استعارة مكنية للعين بإنسان يقف أمام قبر الرسول يبكي بحرقة عليه ، وسر جمال الصورة : التشخيص ، وتوحي بشدة الأسى والحزن على الفقيد العظيم .
(تذرفُ العينُ) : تعبير يدل على غزارة الدموع المنهمرة حزناً على فراق الرسول .
- Enseignant: hafida laami