تعنى الدّيداكتيك بتحليل العلاقة بين المعرفة في بنيتها، وتنظيمها، ومفاهيمها، وبين المتعلّم من جهة، ومن جهة أخرى كيفية تنظيم تدريس هذه المعرفة. إذن فهي تبحث في كيفية تدريس المعرفة والأطر المحيطة بها. ومن خلال مضامين هذا المقياس "تحليل الفعل الدّيداكتيكي" وخلفياته وإجراءاته التّطبيقية ومساعيه وأهدافه يمكننا اعتماد جملة معايير تساعدنا في إعداد دروسه وتنفيذها وتقويمها، توجز في خمسة، وهي:
1- يستحضر المقياس أطراف العمليّة التّعلّميّة التّعليميّة الثّلاثة (التّلميذ، المعلّم، المعرفة).
2- يهتمّ بالعلاقة التّفاعلية بين أطراف العمليّة التّعلّميّة التّعليميّة الثّلاثة.
3- يحدّد التّوجّه نحو الفعل أو العمل.
4- يهتمّ آلياً بالمعرفة المقنّنة والمندرجة ضمن المادّة المعرفية.
5- يأخذ بعين الاعتبار كلّاً من منطق التّعلّم ومنطق التّعليم.
هذا المقياس يتجاوز حدود المادّة بعينها إلى الموادّ الأخرى، حيث يتمّ إسقاط المبادئ والنّتائج على مجموعة من الموادّ التّعليمية، إذن فتناول الدّيداكتيكي لا يأخذ بعين الاعتبار الخصوصيات المنفردة للمادّة بعينها بل يشمل كلّ الموادّ.
ولئن كانت الدّيداكتيك العامّة تعني الّتي تحاول أن تجيب على الأسئلة التّالية:
- لماذا تدريس هذه المادّة، وما وضعها بين الموادّ الأخرى؟
- ما مضمونها؟
- لمن هي موجهة؟(خاصّة المتعلّمين)
- كيف يمكن تدريسها؟(الطّرائق والتّقنيات)
- ماهي النّتائج المحصّل عليها؟(التّقويم).
وجاءت الدّيداكتيك الخاصّة لتهتمّ بتخطيط عمليّة التّدريس أو التّعلّم لمادّة دراسية معيّنة لتبيّن لنا الطّرق والوسائل والتّخطيطات للوضعيات التّعليميّة الخاصّة بكلّ مادّة من المواد المستهدفة للتّدريس.
فإنّ مقياس تحليل الفعل الدّيداكتيكي ينشغل بثلاثة رؤوس أو أقطاب، وهي: المدرّس، والمتعلّم، والمادّة المدرّسة أو التّعلّمات. ويطلق على هذه التّركيبة المثلّث الدّيداكتيكي.وتحليل الفعل الدّيداكتيكي يعني تحليل العلاقات التّفاعلية الثّلاث بين هذه الأقطاب، والكشف عن طبيعتها، وسبر أغوارها وكلّ ما يتعلّق بها من موضوعات أهمّها النّقل الدّيداكتيكي، والتّعاقد الدّيداكتيكي، والتّمثّلات، وغيرها.