المدخل:

 أثر اللسانیات الحدیثة في تجدید النحو.

كانت أغراض اللسانیات في القدیم تتطابق مع أغراض علم النحو الذي

 كان الھدف منه المحافظة على اللغة وتعلما وذلك بتحدید سلسلة من القواعد التي یستعملھا الناطق بصفة عقلانیة وشعوریة بدلا من التعامل الحدسي و اللاشعوري مع اللغة. 

وھذا الھدف قد یظھر قدیما، وثانویا بالنسبة للأعمال الحدیثة، ولكننا لو تأملنا جلیا الدراسات اللغویة الحالیة لراینا أنھا تھدف كلھا بصفة صریحة أو غیر صریحة الى انشاء نموذج لغوي ؛ أي أنھا تطمح إلى تحدید وحدات اللغة وطرائق تركیبھا أي إلى تحدید القواعد العقلانیة التي تمكن الدارس بعیدا عن حدسه ان ینتج السلاسل الكلامیة. 

وقد انتقل الاھتمام اللساني من العنایة بوصف اللغة إلى العنایة بالنحو أي من تركیز البحث على تجمیع المعطیات وتصنیفھا ووصفھا إلى التركیز على الانساق القاعدیة في الدماغ البشري في مختلف حالاته الفطریة .١ویلاحظ على مستوى تطور البحث وبدون شك سرعة تعاقب نظریاتهوكثرة مصطلحاته وتضارب مفاھیمه، ولكن رغم ھذا الاختلاف في الرؤى وأحیانا الصراع بین المدارس ھناك مكتسبات على مستوى المنھج والمفھوم لا یمكن إنكارھا. 

فمفاھیم ٢ مثل الدلیل اللغوي والوظائف اللغویة والفونیم والمرفیم....لا یمكن لأي مدرسة من المدارس أن تستغني عنھا، وإلى جانب ھذه الأعمال النظریة البحتة فھناك مئات الأعمال التطبیقیة التي تجري سنویا حول قضایا دقیقة تخص معظم اللغات كأجزاء الكلام وقضیة الزمان في الفعل وأنواع اللغة مازال نشیطا وأنه لیس فقط فلسفة حول اعقد نظام عرفهل الانسان" اللغة " . 

والملاحظ على المستوى التعلیمي أن الكثیر من البلدان جددت تعلیم لغاتھا وأحدثت عصرنة في درس القواعد، ولكن ھذه العصرنة التي استعملت في مرحلة أولى :النحو البنیوي وفي مرحلة ثانیة: نحو تشومسكي جاءت بإیجابیات وسلبیات تتمثل أساسا في أمرین٣:

أولا : الشق الإیجابي كامن في تبسیط القضایا والتقلیل من المصطلحات وإعطاء فكرة واضحة عن البنى الأساسیة للغة التي حصرت في بعض الجمل البسیطة الأساسیة. 

ثانیا :العنصر السلبي فیكمن في كون النماذج المحللة بسیطة أكثر من 

اللازم؛وذلك لأن التحلیل الحدیث عندما یتناول جملا ثریة یصبح معقدا بحیث أنه لا یفھم إلا من طرف المتخصصین و في ھذه الحالة یكون النحو التقلیدي ھو الأنجع