یفرد الوظیفیون في النموذج الموضوع لوصف اللغات، مستوى
یضطلع بالتمثیل للخصائص التداولیة.
ویذھب الوظیفیون إلى أن للغة وظائف متعددة ویقترب نموذج التواصل الذي صاغه رومان جاكوبسون من نموذج التواصل المصوغ في نظریة التواصل والمكونات الستة التي لا یمكن لأي تواصل الاستغناء عنھا والتي تتزامن لإقامته والمحافظة علیه وھي الوظیفة المرجعیة والتعبیریة' الانفعالیة ' والطلبیة والشعریة والتنبیھیة واللغویة الواصفة)،فإضافة إلى المرسل و المرسل
إلیه یضیف جاكوبسون مفھوم السیاق ولا ینبغي لمن یصف التواصل أن یخلط بین تبادل الرسائل اللفظیة واستخلاص الأخبار من العالم الفیزیقي.
إن السیاق كما یحدده ھو المضمون الذي یتمثلھ المرسل إلیھ ،وھذا
المضمون یكون إما لفظیا أو قابلا لأن یصیر كذلك ویستلزم التواصل أیضا اتصالا أي قناة فیزیقیة وربطا نفسیا بین أطراف التواصل وبھذا المعنى نلاحظ السنن المفكك للتواصل وتقترب من اختزال اللغة إلى وھم مدرسي .١٠ أن الأبحاث التي جربت بناء نموذج للغة دون أیة علاقة بالمتكلم والمستمع تجمد ویمثل السنن cod أحد المكونات الجوھریة في كل سیرورة تواصلیة لفظیة وقد تم انتقاد ھذا النموذج التواصلي وإعادة بنائھ بعد إدخال إصلاحات وتعدیلات علیھ، وبھذا فقد جسد جاكوبسون عملیة وصل خلاقة بین اللسانیات ونظریة التواصل وأسس من خلالھا الشعریة كعلم متضمن في اللسانیات باعتبارھا تھتم بتنوعات البنیة اللغویة.
كما اقترح ھایمز في منتصف الستینات نموذجا وظیفیا ھو في جوھره رد فعل للنحو التولیدي الذي قد وصل إلى مستوى من التجرید النظري جعلھ قاصرا على دراسة ما یمكن قولھ باللغة دون أن یرقى إلى ربط ذلك بشروط الاستعمال والتداول: الزمان، المكان، المتكلم، المخاطب، الوضع الاجتماعي فعزل بذلك اللغة عن شروط استعمالھا.
وھایمز توقف عند ثنائیة تشومسكي 'القدرة والإنجاز ' ورأى أن تعریفه
للقدرة اللغویة ضیق لا یتناسب مع الطبیعة الاجتماعیة للغة ومن ثم اقترح استبدال القدرة اللغویة بالقدرة التواصلیة، فلم تعد القدرة تقتصر على معرفة قواعد اللغة وتولید عدد لا متناه من الجمل، فبعد أن كان تشومسكي یبحث عما یكون القدرة اللغویة، حاول ھایمز وغیره من اللغویین الوظیفیین البحث عنواعد القدرة التواصلیة والتي تتجاوز القواعد اللغویة إلى استعمال اللغة في المجتمع .١١
وقد تأثر تشومسكي في الأساس بالنظریة التوزیعیة وبالمفھوم المنطقي الریاضي للنحو واعتقد أنھ من الضروري القیام بالكشف عن نظریة عامة في الإجراء المنھجي سیضمن أقصى درجة من الدقة في الوصف العلمي .١٢ البنیة النحویة، وأدخل استعمال الرموز إلى التحلیل ،وكان مقتنعا بأن مثل ھذا ومن النماذج اللغویة الوظیفیة القائمة على الوظیفة التواصلیة ما قدمه ھالیداي والذي صنف الوظائف التي تستخدم اللغة من أجلھا في سبع وظائف وكلھا تبرز البعد التواصلي للغة إلا أن ھذه الوظائف المتعددة لا تھم كلھا الباحث
اللغوي فعلى المھتم بدراسة الوظائف دراسة لغویة أن ینتقي الوظائف التي تتوفر على الخاصیتین التالیتین: ١٣
.١ورودھا بالنسبة لجمیع اللغات الطبیعیة 'عدم اختلاف لغة إلى لغة أخرى '
.٢تحدیدھا لبنیة اللغة 'انعكاسھا على مستوى الخصائص الصوریة للغة ویعد ھالیداي تلمیذ فیرث ھو المؤسس لدعائم النحو النسقي (القواعد النظامیة) وقد تطور ھذا البعد التواصلي مع عدة لغویین وظیفیین وأصبح یندرج فیما یسمى بأثنوجرافیا التواصل وتدرس السلوكات وتفاعلات الحیاة الیومیة كالمحادثات ،وفي كل تفاعل انساني یبرز خط سلوكي و ینبثق ھذا
الخط السلوكي من مبدأ أساسي لكل دراسة في العلوم الإنسانیة وھذا المبدأ ھو وجود نظام وأولى نتائجه إدماج فرضیة الالتزام بین الأفراد في علاقات بعضھم ببعض وبإمكان ھذا الالتزام أن یأخذ إما شكل التعاون أو الصراع وبھذا فعملیة التواصل تتكون من ثلاثة عناصر١٤:
.أ الوضع التواصلي
ب.الفعل التواصلي
ج.الوضع الذي يتم فيه التواصل.
- معلم: hafida laami