جامعة ابن خلدون تيارت
كلية الحقوق والعوم السياسية
قسم الحقوق
محاضرات مقياس تكنولوجياالاعلام والاتصال
ملقاة على طلبة السنة الأولى ماستر تخصص قانون البيئة والتنمية المستدامة
الأهداف العامة للمادة التعليمية:
1- تعريف الطالب بمفهوم تكنولوجيا الإعلام والاتصال والمفاهيم المرتبطة.
2- تعريف الطالب بأهمية تكنولوجيا الإعلام والاتصال
3- تعريف الطالب بآثار تكنولوجيا الإعلام والاتصال وآفاقها ورهاناتها المستقبلية في ميدان العلوم القانونية " كل دفعة بحسب تخصصها".
محتويات المقياس:
المحور الأول: مفهوم تكنولوجيا الإعلام والاتصال والمفاهيم المرتبطة.
تحديد مفهوم تكنولوجيا المعلومات والاتصال خصائصها ظاهرة انفجار المعلومات
المحور الثاني: تصنيفات تكنولوجيا الإعلام والاتصال.
تكنولوجيا الاتصالات عن بعد السلكية واللاسلكية.
المحور الثالث: بعض التطبيقات الأخرى:
- تكنولوجيا الاتصالات الرقمية وشبكاتها.
- تكنولوجيا الأقمار الصناعية والبث التلفزيوني.
- تكنولوجيا الهاتف والبريد الالكتروني
- تكنولوجيا الحاسب الالكتروني والانترنت.
تكليف كتابي للطلبة بأعمال خاصة بالمقياس لها علاقة بتخصصهم في الماستر مع تقييم لأدائهم يوم الامتحان:
التكليف الخاص بطلبة الماستر 01 تخصص قانون البيئة والتنمية المستدامة:
تحدث عن مفهوم تكنولوجيا المعلومات والاتصال ودورها في تعزيز التنمية المستدامة في الجزائر بين المعمول والمأمول؟
المحاضرة الأولى: مفهوم تكنولوجيا الإعلام والاتصال والمفاهيم المرتبطة بها.
إن المفاهيم مفاتيح العلوم وباب من أبواب فهمها وإدراكها، لأنها السبيل إلى فهم وتحليل الظاهرة العلمية وضبط التصور العام لها، وحقل تكنولوجيا الإعلام والاتصال، بثراء مفاهيمه وتعددها وتنوع مشاربها وكثرة استحداثها، يستوجب على الطالب كما على الباحث الوقوف عليها، لذلك سيتم فيمايليالتعرض لمفهومها:
1- مفهوم تكنولوجيا الإعلام والاتصال:
أن تكنولوجيا الإعلام والاتصال من المفاهيم القديمة قدم الإنسانية، وقدم المخترعات البشرية نفسها، حيث اعتبرت وسيلة من الوسائل التي اكتشفها الإنسان في تطويعه البدائي للطبيعة، وبعدها أصبحت أداة يستعملها لخدمته وقضاء حاجاته.
ولتحديد المصطلح تحديدا دقيقا، نحاول التعرض لمفهوم مفرداته الرئيسية: تكنولوجيا، الإعلام، الاتصال، ثم تعريف المصطلح ككل وبيان بعض المصطلحات المرتبطة والمتشابكة معه في المعنى وفي الاستخدام.
أ- مفهوم التكنولوجيا technologie:
تستخدم كلمة التكنولوجيا كترجمة للكلمة ذات الأصل اللاتيني technology، وقد ورد في بعض المصادر أن أول ظهور لمصطلح technology كان في ألمانيا عام 1970، وهو مركب من مقطعين techno وتعني في اللغة اليونانية "الفن" أو "الصناعة اليدوية"، و logy وتعني "العلم" أو "النظرية"، وينتج عن تركيب المقطعين معنى "علم صناعة المعرفة النظامية في فنون الصناعة، أو العلم التطبيقي"[i]
ويذكر عبد الوهاب الكيالي في موسوعته عن السياسة والاجتماع أن لفظة تكنولوجيا تطلق في العصر الحديث على مبادئ العلوم والمخترعات في حقول الصناعة والأجهزة والآلات والإنتاج، وليس لها مرادف عربي دقيق متفق عليه، وأصل الكلمة اشتقاق يعني علم الفنون، واكتسبت الكلمة أهمية خاصة في عصرنا الذي يسمى عصر التكنولوجيا، ويرتبط بها دلاليا مفهوم التكنوقراطية كمفهوم حديث نشأ مع اتساع الثورة الصناعية والتكنولوجية.[ii]
كما يمكن تعريف التكنولوجيا على أنها: مجموعة من النظم والقواعد التطبيقية وأساليب العمل، التي تستقر لتطبيق المعطيات المستحدثة لبحوث أو دراسات مبتكرة في مجالات الإنتاج والخدمات، كونها التطبيق المنظم للمعرفة، والخبرات المكتسبة التي تمثل مجموعات الوسائل والأساليب الفنية التي يستعملها الإنسان في مختلف نواحي حياته العلمية، وبالتالي فهي مركب قوامه المعدات والمعرفة الإنسانية[iii]
كذلك فإن التكنولوجيا هي مجموعة المعارف والخبرات المكتسبة التي تحقق إنتاج سلعة أو تقديم خدمة، في إطار نظام اجتماعي واقتصادي معين.
وقد عرّفت الموسوعة الفلسفية التكنولوجيا على أنها: مجموع الآلات والآليات والأنظمة التي ووسائل السيطرة والتجميع والتخزين ونقل الطاقة والمعلومات، كل تلك التي تخلق لأغراض الإنتاج والبحث والحرب.[iv]
هذا التعريف اقتصر على الجانب المادي للتكنولوجيا محددا إياها في مجمل الأدوات والوسائل، وهناك تعاريف أخرى وسعت من المفهوم وأعطته أبعادا معرفية وعلمية، فهناك من عرفها على أنها تطبيق المعرفة أي معرفة الوسيلة، حيث أن العلم هو معرفة العلة والسبب.[v]
وعموما فإن التكنولوجيا كما يحددها زاهر أحمد تتمثل في ثلاث زوايا أساسية هي:[vi]
- التكنولوجيا كعملية: هي التطبيق المنظم للمحتوى العلمي أو المعلومات بغرض أداء محدد يؤدي في النهاية إلى حل مشكلة معينة.
- التكنولوجيا كمنتج: محصلة تطبيق الأساليب العلمية، تكون في المساعدة في إنتاج الآلات والخامات، ويطلق على الآلات hardware والمواد الخامsoftware
- التكنولوجيا كمزيج للأسلوب والمنتج: من هذا يتضح أن عملية الاختراع تصاحبها عملية الإنتاج، وبالتالي لا يمكن فصل التكنولوجيا كأسلوب عنها كمنتج، وأوضح مثال على ذلك الحاسب الآلي، فنفس الجهاز يصاحبه دائما تطور في إنتاج البرامج وتوسع كبير فيها.
ب- مفهوم الإعلام: اشتقت كلمة إعلام من الفعل علم، وتقول العرب استعلمه الخبر فأعلمه إياه، أي صار يعرفه بعدما طلب معرفته، فلغويا معنى الإعلام نقل الخبر.[vii]
أما اصطلاحا فهو إخبار أو إبلاغ الجمهور بالمستجدات الحديثة، إذن الإعلام هو نشر وتقديم المعلومات الصحيحة والحقائق الواضحة والأخبار الصادقة والموضوعات الدقيقة، والوقائع المحددة للجمهور مع ذكر مصادرها وهذا خدمة للصالح العام.[viii]
ويرى إبراهيم إمام أن الإعلام هو تزويد الناس بالأخبار الصحيحة والمعلومات السليمة والحقائق الثابتة التي تساهم في تكوين رأي صائب في واقعة من الوقائع أو مشكلة من المشكلات، بحيث يعبر هذا الرأي تعبيرا موضوعيا عن عقلية الجماهير واتجاهاتهم وميولهم.[ix]
وغالبا ما تستعمل كلمة إعلام للتعبير عن عملية تفاعل معلوماتي هادف، يتم ربطها بالوسيلة أو وسائل الإعلام على اختلافها.
كما يعرّف الإعلام على أنه عملية جمع وتخزين ومعالجة ونشر الأنباء والبيانات والصور والحقائق والرسائل والآراء، والتعليقات المطلوبة، من أجل فهم الظروف الشخصية والبيئية والوطنية والدولية والتصرف اتجاها عن علم ودراية والوصول إلى وضع يمكّن من اتخاذ القرارات السليمة.[x]
ج- مفهوم الاتصال:
كلمة اتصال بالرغم من تداولها الواسع إلا أنها تحمل معان مختلفة وعديدة، فقد تستعمل لتعني مجال الدراسة الأكاديمي أو النشاط التطبيقي الملازم له، أو بوصفها علما أو فنا أو علاقات إنسانية، أو وسائل الاتصال الجماهيرية، كما أنها تعبر على عملية هادفة ومقصودة.
يمكن اختصار غاية الاتصال في ثلاث معاني وهذا من خلال استعراض التطور التاريخي للممارسة الاتصالية من جهة وللدراسات الاتصالية من جهة أخرى، الأول يحمل معنى البحث عن الآخر والاقتسام، والثاني وهو مرتبط بسياق الثقافة الإسلامية ويشير إلى التعارف والتعاون، في حين أن الثالث والأخير فيشير ّإلى البث والتفاعل.[xi]
ظهر المعنى الأول للاتصال في القرن 12 وبالضبط سنة 1160، والذي جاء من اللاتينية ويذهب إلى معنى الاشتراك والتقاسم وهو المعنى الذي نتج عنه والذي لم يتغير، فالاتصال هو البحث عن الآخر والاقتسام. فكلمة اتصال المترجمة عن الانجليزية communication مشتقة من الكلمة اللاتينية communis التي تعني الشيء المشترك وفعلها communicare أي يذيع أو يشيع.
المعنى الثاني، وظهر في سياق الثقافة الإسلامية مع البعثة المحمدية، ويشير إلى التعارف والتعاون، وهو ما جاء مثلا في قوله تعالى: (وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا، إن أكرمكم عند الله أتقاكم)، فغاية هذا التنوع الذي أوجده خالق الكون يكمن في التعارف والتآزر والتعاون.
أما المعنى الثالث والذي جاء في القرن السادس عشر فيشير إلى الإرسال والبث، وهو مرتبط بتطور التقنيات، ابتداء من الأولى وهي الطباعة، ففعل الاتصال هو النشر والبث عن طريق المكتوب الكتب والجريدة، ثم عن طريق التلفون والراديو والسينما وأخيرا التلفزيون والمعلوماتية، ففي ظرف قرن واحد أصبحت الاتصالات الفيزيائية ثم الإعلامية حاضرة في كل مكان ومرجعيتها وشرعيتها ونموذجها كان من المعنى الأول والثاني للكلمة وهو التقاسم والتعارف، فالاتصال إذن في بعدد الطبيعي التقاسم والتعارف كقيمة وكنموذج، وفي بعده الوظيفي البث والتفاعل كوقائع.
الفرق بين الإعلام والاتصال:
غالبا ما يجري خلط بين مفهومي الإعلام والاتصال، بالرغم من وجود فروق جوهرية بينهما، من حيث حجم المضمون وطبيعة الجمهور والهدف من كل منهما، وفي الحقيقة هناك اختلاف واضح بينهما، فإذا كان الاتصال يشير إلى فعل اجتماعي، فإن الإعلام يرتبط أكثر بالوسائل الجماهيرية من إذاعة وتلفزيون وغيرها.
فإذا كان الإعلام يعني أساسا المعطيات والأخبار والمعلومات، فالاتصال يستلزم الحوار ووجود علاقات، وإذا كان مفهوم الإعلام يعبّر عن شيء ثابت ( محتوى، حالة، وضعية ) ، فالاتصال يعبّر في الغالب عن عملية ( علاقة )، إنه يفعّل الإعلام بجعله أمرا واقعا، ومن ثم فإنه قد يوجد إعلام دون علاقة اتصالية، لكن لا يمكن أن يكون هناك اتصال دون إعلام، فالاتصال أشمل.[xii]
وأهم ما ركز عليه المختصون في مجال الإعلام والاتصال للتفرقة بينهما فيما يلي:
- الإعلام خاصية إنسانية تتم عبر تفاعل إنساني، أي بين البشر لما يمتازون به من عقل ووعي ولغة، أما الاتصال فهو أشمل يغطي الكائنات الأخرى في تفاعلاتها.
- الاتصال أشمل من الإعلام من حيث مضمون كل منهما، لأن الاتصال قد يستعمل ما لا نهاية من الوسائل والرموز، أما الإعلام فهو وظيفة من وظائف وسائل الإعلام الجماهيرية.
- قد يقتصر الاتصال على طرفين فحسب، من فرد إلى فرد أو من فرد إلى جماعة، كإلقاء خطاب أمام حشد من الناس، بينما الإعلام يخاطب حشودا كبيرة من الجماهير.
- أهداف الاتصال عديدة ومتنوعة وشاملة، بينما العملية الإعلامية تعني الفعل المتمثل في إحاطة الجمهور بمعلومات عن الوقائع أو تقديم آراء بواسطة وسائل مبتكرة لهذا الغرض نظمت كمؤسسات اجتماعية وتستخدم التكنولوجيا المتنوعة لتبليغ رسائل إلى جمهور واسع بغرض الإعلام والتربية والترفيه.
ح- مفهوم تكنولوجيا الإعلام والاتصال:
تمتد تكنولوجيا الإعلام والاتصال على أكثر من حقل معرفي ودلالي، فهي ترتبط بالرياضيات والفيزياء وعلم الاجتماع وعلم النفس وهندسة الاتصالات وغيرها، هذا الانفتاح والتشعب، يجعل من الصعوبة بمكان تحديد تعريف دقيق لما تعنيه لفظة تكنولوجيا الإعلام والاتصال، فبالإضافة إلى كونها دعائم وسندات الكترونية معلوماتية تسمح لمستخدميها من الوصول إلى محتويات ومضامين متعددة وتحت أشكال أو أنماط متنوعة (مكتوب، مسموع، صورة، نص، صوت)، هي فضاءات جديدة لتبادل المعلومات، ومنظومات اتصال جديدة تستحدث ممارسات وأساليب اتصالية ومعيشية جديدة.
يمكن تعريفها على أنها: تلك الأدوات أو المعدات أو الأجهزة التي تختص بجمع وتخزين واسترجاع وإرسال وعرض المعلومات والبيانات سواء كانت مرئية أم مصورة أم مكتوبة أو مسموعة أو مرسومة، ليستفيد منها الفرد أو المجتمع، وذلك في اختياره مما تتضمنه من معلومات وبيانات يحتاج إليها لتسهيل حياته.
يعرفها المعجم الإعلامي على أنها: [xiii]مجمل المعارف والخبرات المتراكمة والمتاحة، والأدوات والوسائل المادية والإدارية والتنظيمية المستخدمة في جمع المعلومات ومعالجتها وإنتاجها وتخزينها واسترجاعها ونشرها وتبادلها، أي توصيلها إلى الأفراد والمجتمعات
وقد عرفها فضيل دليو على أنها:[xiv] علم الصناعة الذي لا يشمل فقط العتاد والتجهيزات، والتقنيات التي يستخدمها الإنسان خدمة لأغراضه وتحقيق مستلزماته، بمعنى أنها لا تقتصر على الجانب المادي فقط بل تحتوي على موضوعات التنظيم والإدارة وممارسة عملية العمل والقيادة في شتى النواحي التنظيمية، كما أنها نتاج اجتماعي وثقافي يشمل الأفكار والمعتقدات والسلوك وجميع التصورات والقيم التي يستمدها الفرد من خلال تعامله مع الطبيعة والمجتمع، لأن التكنولوجيا قبل أن تكون آلة أو جهازا فهي فكرة تولدت عن حاجة أو رغبة اجتماعية معينة في وقت معين، وفوق هذا وذاك، فإن تأثير التكنولوجيا لم يتوقف عند حدود المصنع، بل شمل النواحي الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية للمجتمع، وبالتالي فإن للتكنولوجيا ثلاث أبعاد رئيسية هي:
- الآلات والمعدات التي يستعملها الإنسان hardware
- المعارف والأفكار والأساليب التي تمكن من استخدام هذه الآلات والمعداتsoftware
- هي نتاج اجتماعي، فلا توجد بمعزل عن محيطها الاجتماعي
المحاضرة الثانية: المفاهيم المرتبطة والمشابهة:
تتعدد وتتنوع المفاهيم المرتبطة بمفهوم تكنولوجيا الإعلام والاتصال، وتتداخل فيما بينها بشكل رهيب، فقد تستخدم تارة كمترادفات، وتارة يميز بينها باختلاف دعاماتها الرئيسية، مما يجعل من الصعوبة بمكان إقامة حدود ضيقة بين هذا المفهوم وذاك، وفي هذا السياق تطرقنا لبعض المفاهيم المشابهة لمفهوم تكنولوجيا الإعلام والاتصال ببيان حقولها الدلالية والمعرفية.
1- تكنولوجيا الاتصال/ تكنولوجيا المعلومات:
كثيرا ما يتدخل مفهوم تكنولوجيا الاتصال مع مفهوم تكنولوجيا المعلومات، على اعتبار مصطلح تكنولوجيا المعلومات يستخدم لوصف مفردات التجهيزات ( المعدات)، وبرامج الكومبيوتر (البرمجيات) التي تسمح لنا بالنفاذ، الاسترجاع، التخزين، التنظيم والتشكيل والعرض التقديمي للمعلومات، بواسطة وسائل الكترونية، من أمثلتها الماسحات الضوئية، الحواسيب الالكترونية، تجهيزات العرض، قواعد البيانات. بينما تكنولوجيا الاتصال هي مجموع التقنيات والأدوات أو الوسائل أو النظم المختلفة التي توظف لمعالجة المضمون أو المحتوى الذي يراد توصيله بعملية الاتصال الجماهيري أو الشخصي أو التنظيمي أو الجمعي، التي بها تجمع المعلومات، والبيانات المسموعة والمكتوبة، والمصورة والمرسومة والمسموعة والمرئية والمطبوعة أو الرقمية عن طريق الحاسبات الالكترونية، ثم تخزين هذه البيانات والمعلومات، ثم استرجاعها في الوقت المناسب، ثم عملية نشر هذه المواد الاتصالية أو المضامين مسموعة أو مرئية أو مكتوبة، ونقلها من مكان إلى آخر أو تبادلها.[xv]
كما يستخدم مصطلح تقانة الاتصال ليعني التقنيات والمؤسسات والأساليب التي بواسطتها تنتج المعلومات وتعلب وتوزع على مستقبلين متفرقين، ويمكن تعريف التكنولوجيا بأنها مجموعة من النظم والقواعد التطبيقية وأساليب العمل التي تستقر لتطبيق المعطيات المستحدثة لبحوث أو دراسات مبتكرة في مجالات الإنتاج والخدمات، كونها التطبيق المنظم للمعرفة والخبرات المكتسبة التي تمثل مجموعات الوسائل والأساليب الفنية التي يستعملها الإنسان في مختلف نواحي حياته العملية وبالتالي فهي مركب قوامه المعدات والمعرفة الإنسانية[xvi]
وتعرف تكنولوجيا المعلومات على أنها: عملية جمع وتخزين ومعالجة ونشر المعلومات واستخدامها مع الاعتراف بأهمية الإنسان والأهداف التي يضعها والقيم التي يستخدمها في تحديد مدى تحكمه في التكنولوجيا ومساهمته في إثراء حياته.[xvii]
وقد حدد عبد الوهاب بوخنوفة التكنولوجيات المتربطة بحقل الإعلام والاتصال في فئتين كبيرتين: التكنولوجيات المعلوماتية الجديدة، والتكنولوجيات الاتصالية الجديدة.[xviii]
Ø التكنولوجيات المعلوماتية الجديدة: وهي التي تسمح بتنوع مصادر وموارد المعلومات مثل الحاسبة والحاسوب والقرص الضوئي المكتنز cd rom، والفيديو ديسك والبرمجيات المختلفة ( معالج النصوص، معالج الصور، معالج قاعدة البيانات...)
Ø التكنولوجيات الاتصالية الجديدة: وهي دعائم أو سندات الكترونية معلوماتية تسمح لمستخدميها من الوصول إلى مضامين متعددة وتحت أشكال وأنماط متعددة ( مكتوب، مسموع، نص، صورة)
ويرى نبيل علي أن تكنولوجيا الاتصال هي رافد من روافد تكنولوجيا المعلومات، على أساس ان المادة الخام لتكنولوجيا المعلومات هي البيانات والمعلومات والمعارف، وأدواتها الأساسية بلا منازع هي الكومبيوتر وبرمجياته، التي تستهلك طاقته الحسابية في تحويل هذه المادة الخام إلى سلع وخدمات معلوماتية، أما التوزيع فيتم من خلال التفاعل الفوري بين الإنسان والآلة، أو من خلال أساليب البث المباشر وغير المباشر، كما هي الحال في أجهزة الإعلام أو من خلال شبكات البيانات التي تصل بين كومبيوتر وآخر أو بينه وبين وحداته الطرفية.
كما يرى سعد لبيب أن تكنولوجيا الاتصال وتكنولوجيا المعلومات وجهان لعملة واحدة على أساس أن ثورة تكنولوجيا الاتصال قد سارت على التوازي مع ثورة تكنولوجيا المعلومات التي كانت نتيجة لتفجر المعلومات وتضاعف الإنتاج الفكري في كافة المجالات
2- تكنولوجيا الوسائط المتعددة: يطلق تعبير الوسائط المتعددة على نتاج معين، أو خدمة معينة، تجمع –بفضل اللغة العددية- بين معطيات معينة كانت حتى الآن تستثمر منفصلة مثل النص، الأصوات، الصور الفوتوغرافية الرسوم وغيرها.[xix]
والوسائط المتعددة هي نتيجة المزاوجة بين وسائل الإعلام السمعية والبصرية والاتصالات السلكية واللاسلكية télécommunications والصناعات الالكترونية الإعلام الآلي وهو المجال المسمى la télématique أو télécommunication informatique وهو مصطلح ارتبط ظهوره في الأدبيات الإعلامية بتقرير قدمه كل من سيمون نوراSimone Nora وألين ماين Aline Mayne بشأن إدماج الهاتف والحاسوب والتلفزيون في جهاز واحد، وأطلقا على هذا الإدماج تسمية communication télématique واعتبرا ذلك ثورة اتصالية عدها دانيال بيل الثورة الرابعة من ثورات التفاعل الاجتماعي في تاريخ المجتمعات الإنسانية بعد ثورات الكلام والكتابة والطباعة.[xx]
ويقوم المفهوم الحديث للوسائط على ترميز رسالة تواصلية متعددة المنبهات وتخاطب أكثر من عضو حسي واحد، وأن هذه الرسائل تقدم للمتلقي عدة خيارات للتعرض للمضمون ( كأن يتضمن النص إمكانية الاستماع إليه لمن لا يريد القراءة)، فالملتيميديا multi media عبارة عن مصطلح لوصف اتحاد البرامج والأجهزة التي تمكن المستخدم من الاستفادة من النص والصورة والصوت والعروض والصور المتحركة ومقاطع الفيديو...
إن تعريف الوسائط المتعددة بوصفها مجموعة من التكنولوجيات التي تسمح بإدماج الكثير من المعطيات من مصادر مختلفة (نصوص، صور، أصوات) لم يعد تعريفا كافيا، لان هذه التكنولوجيات ترتبط فيما بينها برابط معلوماتي وبهذا المعنى، فإن الوسائط المتعددة هي أكثر من تجميع لوسائل إعلامية متعددة، حيث يحيل بالأحرى على اندماجها بفضل المعلوماتية[xxi]
3- مجتمع المعلومات وظاهرة انفجار المعلومات:
أصبحنا نعيش في عصر المعلومات، فهي عنصر لا غنى عنه في أي نشاط نمارسه، فقد أصحت المعلومة أساس كل الأنشطة والممارسات اليومية، وسيطرت بذلك على كافة أوجه النشاط البشري السياسية والاجتماعية والاقتصادية والعسكرية والتربوية والتعليمية وغيرها.
فقد صارت المعلومة هي المادة الخام للبحوث العلمية، والمحك الرئيس لاتخاذ القرارات السليمة، ومن يملك المعلومات الصحيحة في الوقت المناسب يملك عناصر القوة والسيطرة في عالم متغير يستند على العلم في كل شيء، ولا يسمح بالارتجال أو العشوائية.
ويذهب البعض عند تقييمه للمقومات الأساسية للإنتاج القومي وهي: المادة والطاقة والمعلومات إلى اعتبار المعلومات أهم مقوم على الإطلاق، وبهذا تحول إنتاج المعلومات إلى صناعة.
وفي الحديث عن انفجار المعلومات ومجتمع المعرفة ومجتمع المعلومات، يجب على الباحث ان يميز بين المصطلحات الثلاث: البيانات والمعلومات والمعرفة.
- البيانات تعرّف على أنها : "عبارة عن مجموعة حقائق غير منتظمة قد تكون في شكل أرقام أو كلمات أو رموز لا علاقة بين بعضها البعض، أي ليس لها معنى حقيقي و لا تؤثر في سلوك من يستقبلها"[xxii].كما تعرف أيضا : "حقائق مجردة لم يجرى عليها أية معالجات فهي تمثل المواد الخام"[xxiii]
- المعلومات تعددت التعاريف المتعلقة بمفهوم المعلومات، من أبرز هذه التعاريف :
يعرفها wiig بأنها : "حقائق و بيانات منظمة تصف موقفا معينا أو مشكلة معينة"[xxiv].
كما تعرف أيضا على أنها : "بيانات تمت معالجتها بطريقة محددة بداء بتلقى البيانات من مصدرها المختلفة ثم تحليلها وتبويبها وتطبيقها حتى يتم إرسالها إلى الجهات المعنية"[xxv].
فمصطلح المعلومات مرتبط بمصطلح البيانات من جهة، وبمصطلح المعرفة kmowledge من جهة أخرى، فالمعرفة هي الحصيلة المهمة والنهائية لاستخدام و استثمار المعلومات من قبل صناع القرار والمستخدمين الآخرين، الذين يحولون المعلومات إلى المعرفة وعمل مستمر يخدمهم ويخدم مجتمعاتهم[xxvi].
- تعريف ظاهرة انفجار المعلومات: يعني مصطلح انفجار المعلومات اتساع المجال الذي تعمل فيه المعلومات ليشمل كل جوانب الحياة الإنسانية، بحيث تحول إنتاج المعلومات إلى صناعة لها سوق كبير لا يختلف كثيرا عن أسواق السلع والخدمات، وتنفق الدول الصناعية الكبرى على إنتاج المعلومات أموالا أكبر مما تنفقه على العديد من السلع الإستراتيجية المعروفة في العالم.وتتخذ ظاهرة انفجار المعلومات مظاهر عديدة أهمها[xxvii]:
- النمو الكبير في حجم الإنتاج الفكري:
هناك من يرى أن معدل النمو السنوي للإنتاج الفكري كان يتراوح بين4 و 8 بالمائة وأصبحت كمية المعلومات تتضاعف كل اثنتي عشرة سنة فلو أخذنا على سبيل المثال شكلاً من أشكال النشر كالدوريات فسنجد تطوراً كبيراً في حجم الإنتاج الفكري، فبعد أن كان يبلغ حوالي مئة دورية عام 1800، أصبح يزيد على 70 ألف دورية في عقد الثمانينيات. وتشير الإحصائيات أيضاً إلى أن الإنتاج الفكري السنوي مقدراً بعدد الوثائق المنشورة يصل مابين 12و 14 مليون وثيقة، ويبلغ رصيد الدوريات على المستوى الدولي ما يقارب من مليون دورية يضاف لها ما يقارب 15 ألف دورية جديدة في كل عام أما الكتب فقد بلغ الإنتاج الدولي منها حوالي 600 ألف كتاب .
- تشتت الإنتاج الفكري:
كان للتخصصات العلمية في مختلف الموضوعات والتداخل في صنوف المعرفة أثره في ظهور فروع جديدة مثل الهندسة الطبية، والكيمياء الحيوية، وهناك ملاحظة أخرى مؤداها أن الباحثين يميلون إلى دراسة موضوعات أخرى ضيقة غاية الضيق. والنتيجة أنه كلما زاد الباحثون تخصصا، وكبر حجم الإنتاج الفكري المنشور، قلت فعالية الدوريات التي تغطي قطاعات عريضة، ومن ثم يكون من الصعب متابعة كل الإنتاج الفكري والإحاطة به من قبل الباحثين والدارسين.
- تنوع مصادر المعلومات وتعدد أشكالها:
تتنوع مصادر المعلومات المنشورة وتتعدد لغاتها أيضا، فبالإضافة إلى الكتب والدوريات والرسائل الجامعية والتقارير العلمية وبراءات الاختراع والمعايير الموحدة والمواصفات القياسية . هناك المصغرات والوسائط (CD-ROM) والمواد السمعية والبصرية وأوعية المعلومات الإلكترونية كالأقراص المتراصة وسواها (Hypermedia) والأوعية الفائقة أو الهيبرميديا (Multi-Media) المتعددة.
- سوء توزيع المعلومات:
إن المشكلة الأساسية التي يجب أن نهتم بها فيما يتعلق بالمعلومات هي سوء توزيعها، أو توزيعها على نحو غير مناسب، ففي حين يتسم بعض سكان العالم بزيادة المعلومات، يوجد فقر شديد في المعلومات لدى سكان آخرين، ولا يقتصر سوء توزيع المعلومات فيما بين أقاليم العالم أو دولة فقط، وإنما يوجد أيضا داخل الدولة نفسها، حيث يمكن أن نلاحظ فجوات عديدة في حجم المعلومات المستخدمة ونوعيتها من جانب الأفراد داخل المجتمع الواحد، ولذلك يجب إيجاد الوسائل الكفيلة لسد هذه الهوة. عن طريق البحث عن الطرق التي تتيح لجميع أفراد المجتمع الاقتراب من المخازن الشاسعة المتاحة للمعلومات، وتحفيزهم على الاغتراف منها بأقصى ما يستطيعون. وذلك للأهمية القصوى التي يتمتع بها قطاع المعلومات في موازين القوى التي باتت تحكم العالم اقتصاديا وسياسيا وعسكريا...الخ.
المحاضرة الثالثة:
خصائص تكنولوجيا الإعلام والاتصال.
تتعدد خصائص ومميزات تكنولوجيا الإعلام والاتصال، بتعدد الحوامل المعتمدة في عملية تخزين وإرسال وتوزيع المعلومة، وبسعة معناها المرتبط أساسا بمجموع الأدوات المتعلقة بعمليات الإنتاج والتخزين والمعالجة وتبادل المعلومات الرقمية مهما كان شكلها، فبجمعها بين ثلاث مجالات تقنية: الاتصالات عن بعد والسمعي البصري والإعلام الآلي، تلعب تكنولوجيا الإعلام والاتصال،على اختلافها، على معادلة رئيسية قوامها متغيران رئيسيان: متغير الزمان ومتغير المكان، فالتكنولوجيا كما مر معنا سابقا تهدف بالأساس إلى تسريع وتيرة الاتصالات وتقليص وتجاوز الأمكنة.
ويمكن إضافة متغير رئيس إلى هذه المعادلة وهو متغير علاقة الفرد بالآخر، فالتكنولوجيا عموما وعلى تعددها أحدثت، بفضل خصائصها، تغييرات على علاقة الفرد بالآخر، إن تقريبا وتوطيدا للعلاقات أو مباعدة وتنافرا لها.
ففي دراستها عن الأشكال التي يتفاعل بها الأشخاص مع الوسائط التكنولوجية، ذكرت الباحثة الاسترالية في علم الانثروبولوجيا جونفياف بل Jonviav Bellأن التكنولوجيا، وحتى تؤثر في الحياة يجب أن تخضع للقواعد الثلاث: تغيير علاقتنا بالزمان، وعلاقتنا بالفضاء، وعلاقتنا بالغير أو بالآخرين[xxviii]
وفي هذا السياق يمكن حصر خصائص تكنولوجيا الإعلام والاتصال في: [xxix]
- تجمع كما مر معنا بين ثلاث مجالات تقنية: الاتصالات عن بعد، السمعي البصري، والإعلام الآلي.
- المرونة في شكلها وفي مضمونها، واستعمالاتها، فللصحافة مثلا نسخة الكترونية وأخرى مطبوعة.
- عملت على زوال الحدود بين الكتابة والصوت والصورة.
- تتيح التفاعل الفوري والمتعدد لمستعمليها.
- جعلت المعلومات، بكافة أشكالها، لفظية، رمزية....في متناول الجميع، بدرجات متفاوتة طبعا، مع تفتيت الجمهور وتجزئته إلى قطاعات منسجمة.
- تتميز بالسرعة في معالجة المعلومات ونشرها وبذاكرة أنظمة معالجة ذات قدرات تخزينية هائلة، بفضل الرقاقات الالكترونية والأمار الصناعية والألياف البصرية.
- انخفاض تكلفة الاستقبال والمعالجة والتخزين.
كما يمكن تلخيص أهم ما تتميز به تكنولوجيا المعلومات في:[xxx]
- تقليص الوقت: فالتكنولوجيا تجعل كل الأماكن الإلكترونية متجاورة، مثال على ذلك شبكة الانترنت التي تسمح لكل واحد منها بالحصول على ما يلزمه من معلومات و معطيات في وقت قصير مهما كان موقعه الجغرافي،
- رفع الإنتاجية: تعمل تكنولوجيا المعلومات على رفع الإنتاجية حين يتم استعمالها بشكل جيد و فعال.
- المرونة : تعددت استعمالات تكنولوجيا المعلومات لتعدد احتياجاتنا لها، أبسط مثال على ذلك الحاسوب الذي نستعمله في حياتنا اليومية والعملية، فهو أداة للكتابة والقيام بمختلف العمليات المعقدة مثل الاتصال عن البعد أو القرب .....الخ.كما أنها تمنح للإنتاج كفاءة عالية وهذا بكسب تكنولوجيا المعلومات مرونة كبيرة بالمقارنة مع آلة محدودة الاستعمال.
- التمتمة la miniaturisation: ويقصد بها الأسرع و الأصغر و الأقل تكلفة وهي من أهم مميزات تكنولوجيا المعلومات فهي تتميز بالتحسن الدائم في سرعتها وسعة ذاكرتها.
ويمكن إضافة الخصائص الموالية:
- الفعالية : و يعني أن الذي يستعمل هذه التكنولوجيات مستقل ومرسل في آن واحد, كما أن الأطراف في عملية الإتصال يمكنهم تبادل الأدوار, وهذا بسبب نوع من الفعالية بين الأشخاص والمؤسسات ومجموعات أخرى.
- اللاتزامنية: غير محددة بالوقت : يعني أنه يمكن استقبال الرسائل في أي وقت كحالة البريد الإلكتروني (E-MAIL)
- اللامركزية: هي خاصية التي تسمح باستقلالية التكنولوجيات جديدة NTIC مثل حالة الأنترنت تملك إستمرارية عن العمل في كل الحالات يستحيل على أي جهة ما أن توقف الأنترنت لأنها شبكة إتصال بين الأشخاص و المؤسسات.
- الحركية : يعني أن المستعمل يمكن له أن يستفيد من الخدمات أثناء تنقلاته مثل الحاسوب المحمول والهاتف النقال
- عملية تحويلية: يمكن لها أن ترسل معلومات من وسط إلى آخر مثال إرسال رسالة مسموعة إلى رسالة مكتوبة أو منطوقة مثل القراءة الإلكترونية، أو تحويل المحاضرات المكتوبة إلى صور في الهواتف المحمولة وغيرها من إمكانات التحويل.
- العولمة والعالمية: هي البيئة التي تفعل هذه التكنولوجيات لأنها تستعمل فضاء أكبر في أي ناحية من العالم وتسمح بتدفق رأس مال المعلومة في عاصمة المعلومات، لا مركزيتها سمحت بازدهارها في البيئة العالمية خاصة في التبادل التجاري الذي يسمح بأن يتجاوز مشكل الزمن و المكان[xxxi].
يرى ألفن توفلر في كتابه " تحول السلطة بين العنف والثورة والمعرفة " أن الوسائط المتعددة ومعها تكنولوجيا الإعلام والاتصال الجديدة لها ثمان خصائص[xxxii] هي:
- التفاعلية: وتطلق على الدرجة التي يكون فيها للمشاركين في عملية الاتصال تأثير على الأدوار ويستطيعون تبادلها.
- اللاجماهيرية: أي أن الرسالة الاتصالية من الممكن أن تُوجّه إلى فرد واحد، أو إلى جماعية معينة، وليس إلى جماهير كما كان في الماضي.
- اللاتزامنية: وتعني إمكانية إرسال الرسائل واستقبالها في وقت مناسب للفرد، ولا تتطلب من كل المشاركين أن يستخدموا النظام في الوقت نفسه.
- القابلية الحركية: حيث يمكن لمستخدمها الاستفادة منها في الاتصال من أي مكان.
- قابلية التحويل: وهي القدرة على نقل المعلومات من وسيط لآخر.
- قابلية التوصيل: وهي إمكانية توصيل الأجهزة الاتصالية بتنويعة كبرى من أجهزة أخرى، وهذه هي السمة البارزة للوسائط المتعددة باعتبارها توليفة ضخمة لأجهزة متعددة.
- الشيوع والانتشار.
- التدويل أو الكونية: إن البيئة الأساسية الجديدة لتكنولوجيا الإعلام والاتصال هي بيئة عالمية دولية، حيث اتسعت وتعددت مسارات المعلومة بإدماج الشبكة العنكبوتية في قطاع الإعلام والاتصال لتصبح بذلك القرية الكونية مسرحا للتداول النوعي والفائق السرعة للمعلومات.
المحاضرة الثامنة: تكنولوجيا الاتصال اللاسلكي.
إن الفكرة من الاتصالات اللاسلكية تقوم على الاستغناء التام على الأسلاك وتوفير خدمات الاتصالات المختلفة للمستخدمين في كل زمان ومكان: في المنزل والسيارة والطائرة والباخرة والمؤسسات وغيرها.
1- التطور التاريخي للاتصالات اللاسلكية:
· في عام 1895 ، أرسل المهندس الإيطاليGuglielmo Marcon أول إشارة لاسلكية عبر مسافة 3كم، وصنع أول جهاز، أرسل بواسطته رسائل من الشاطئ إلى سفينة قريبة، وكذلك من سفينة إلى أخري.
· وفي عام 1901 نجح ماركوني في إرسال إشارة لاسلكية، عبر المحيط الأطلسي في بادئ الأمر
· كان استخدام الإرسال اللاسلكي بصفته وسيلة اتصال، مقصوراً على إرسال إشارات المورس Morse Code الذي انتشر استخدامه في العديد من السفن: التجارية والسفن الحربية،فضلاً عن العديد من الاستخدامات البرية.
· وبعد اختراع صمامات التكبير، وهندسة أجهزة الإرسال والاستقبال اللاسلكية، نشأت فكرة الإذاعة المسموعة.
· وفي عام 1920 كان هناك أكثر من 600 محطة إذاعة، منتشرة في الولايات المتحدة الأمريكية فقط، وخلال سنوات قليلة أصبحت محطات الإذاعة الوطنية، منتشرة في كلّ بلاد العالم.
· ولعبت القوات المسلحة الأمريكية دوراً رئيسياً في تطوير وسائل الاتصال اللاسلكية، فخلال الحرب العالمية الأولى، استخدمت هذه الوسائل، بكثافة، في تحقيق مهامّ القيادة والسيطرة، وفي الحرب العالمية الثانية ازداد استخدام وسائل الاتصال اللاسلكية، فانتشرت معداتها في جميع الوحدات العسكرية المتحاربة، وفي جميع الفروع والأسلحة المختلفة.
· في عام 1936 بثت الحكومة الألمانية للمرة الأولي بثاً تليفزيونيا تجريبياً، ونقلت لقطات من · دورة برلين الأولمبية إلى بعض الأماكن في ألمانيا.
· وفي الولايات المتحدة الأمريكية، كان أول بث تليفزيوني في عام 1939 ، وتم فيه نقل مباراة البيسبول بين جامعتي Yale-Harvard
· وفي مطلع عام 1960 ، أصبح التليفزيون أحد أهم التقنيات الحديثة تأثيراً في المجتمع، إذ أصبح إحدى الوسائل الرئيسية للتعليم، والثقافة، والإعلام، والترفيه، والدعاية...الخ.
· وفي محاولة الإنسان للتغلب على المسافة وتأثير الموقع، توصل إلى فكرة استخدام الأقمار الصناعية في المدارات، التي يرتفع بعضها عن سطح الكرة الأرضية مسافة 36 ألف كم، للربط بين شبكات الاتصال المختلفة، وتبادل الإشارات: الهاتفية والتليفزيونية، والرسائل الرقمية، متخطياً بذلك جميع
العوائق الجغرافية من تضاريس وجبال وغيرها.
· وتعد الأقمار الصناعية هي التطور التكنولوجي الأكثر تأثيراً في توفير إمكانية الاتصال، في الوقت الحقيقي Real Time Communication كما قد وفرت التقنية الحديثة الهاتف الخلوي، الذي يستخدم بعض الترددات اللاسلكية، وأصبح وسيلة مهمة وأساسية في اتصال البشر، عبر كل بقاع العالم، وتبادل المحادثات: المرئية والمسموعة، وفي مجالات أخرى كثيرة، استغلت فيها الاتصالات اللاسلكية.
· إذن، لقد حقق الإنسان طفرة هائلة، في مجال الاتصالات اللاسلكية، تمثلت في استخدام الحيز الكامل للطيف الكهرومغناطيسي، الذي تختلف خواصّ انتشاره ومن ثم، تتغير أساليب الاستخدام، والاستفادة منه، طبقاً لحيز الترددات المستخدمة، إذ لكلّ حيز من حيزات الطيف الترددي خواص محددة، هي التي تحدد صلاحيته للاستخدام.
2- استخدامات الشبكات اللاسلكية:
لعبت الشبكات اللاسلكية دوراً كبيراً في الاتصالات العالمية منذ الحرب العالمية الثانية فعن طريق استخدام الشبكات اللاسلكية، يمكن إرسال معلومات لمسافات بعيدة عبر البحار بطريقة سهلة عمليّة وموثوقة. منذ ذلك الوقت، تطورت الشبكات اللاسلكية بشكل كبير وأصبح لها استخدامات كثيرة في مجالات واسعة، نذكر منها:
- الهواتف النقالة: تشكل أنظمة شبكات ضخمة حول العالم يزداد استخدامها يومياً للتواصل بين أشخاص من جميع أنحاء العالم.
- إرسال وتبادل معلومات كبيرة الحجم لمسافات شاسعة أصبح ممكناً من خلال الشبكات اللاسلكية من خلال استخدام الأقمار الصناعية للتواصل.
- أصبح بإمكان الأفراد والشركات على حدّ سواء استخدام هذه الشبكات لتوفير اتصال سريع سواءً كان ذلك على مسافات قريبة أو بعيدة.
- من أهم فوائد الشبكات اللاسلكية هو استخدامها كوسيلة رخيصة وسريعة للاتصال بالإنترنت في المناطق التي لا توجد فيها بنية تحتية تسمح بتوفير هذا الاتصال بشكل جيد كما هو الحال في معظم الدول النامية .
3- مزايا استخدام الشبكات اللاسلكية:
من أهم المزايا التي جعلت الشبكات اللاسلكية تنتشر بشكل كبير وتحلّ محل الشبكات السلكية مايلي:
- المرونة : للشبكات اللاسلكية فوائد أكثر من الشبكات السلكية وإحدى هذه الفوائد المرونة إذ تمر موجات اللاسلكي بشكل مرن وفق أنظمة وصل مرنة هي الأخرى.
- سهولة الاستخدام: الشبكات اللاسلكية سهلة إلى الإعداد والاستعمال فقط برنامج مساعد وتجهيز الحاسوب النقال ببطاقة شبكة اتصالات لاسلكية.
- انخفاض الأسعار تدريجيا: إن أسعار الشبكات ال[xxxiii]لاسلكية كانت باهضة الثمن حين ظهورها وبدأت تنخفض تدريجيا إلى أن أصبحت في متناول الجميع. وهذا يعني أن الأسعار في انخفاض مستمر وأن الشبكات اللاسلكية أصبحت محل اختيار الكثير من المستخدمين خاصة في ظل المنافسة الشديدة بين الشركات.
المحاضرة السابعة: تكنولوجيا الاتصال السلكي: الاتصال الكابلي والألياف الضوئية.
1- الاتصال الكابلي: يعد الكابل أحد الوسائط التي تستخدم في عملية نقل الرسائل والمعلومات الصوتية والمرئية والنصوص، إما بالأسلوب التماثلي analogique أو بالأسلوب الرقمي numérique
إذ تعتمد عملية نقل الرسائل عن بعد على كهرومغناطيسية الطيف، كما هو الحال في إرسال وبث الرسائل في الراديو والتلفزيون، أو على الاتصال السلكي، والكابل هو أحد أشكال الاتصال السلكي.
وفي بداية عقد الثمانينات بدا واضحا أن التحدي الأكبر الذي يواجه خدمات التلفزيون التقليدية ليس الصراع بين الشبكات والمحطات إنما ظهور منافس جديد ومؤثر هو التلفزيون الكابلي الذي يتيح للمشاهدين حوالي مائة قناة تلفزيونية، مما يساعدهم على انتقاء ما يحتاجون إليه من برامج من بين قنوات عديدة، ويشبه ذلك عملية الاختيار من بدائل الكتب والمجلات والمطبوعات، بحيث لا يكون المشاهد مجبرا على تلقي مضمون معين مفروض عليه من الحكومات أو الهيئات العامة والخاصة.
أ- خلفية عن تطور الاتصال الكابلي:
يكون الإرسال التلفزيوني فعالا واقتصاديا في حالة وصول الموجة التلفزيونية بوضوح إلى كل المنطقة الجغرافية التي يستهدفها الإرسال، وخاصة في المدن ذات الكثافة السكانية العالية، وخلال السنوات الأولى من تطور التلفزيون الأمريكي كان الناس الذين يقيمون بعيدا عن المناطق الرئيسية يحصلون على خدمة تلفزيونية ضعيفة، وبها قدر كبير من التداخل بين الموجات، فبدأ هؤلاء الناس يسعون لاستخدام هوائيات استقبال ضخمة، وذات كفاءة عالية لتحسين استقبال الصورة التلفزيونية، ومنع التداخل بين الموجات، وكان يتم نقل هذه الإشارات التلفزيونية إلى المنازل عبر أسلاك تسمى "كابلات" cables، وهكذا بدأ تطوير ما يسمى CATV اختصارا لعبارة Community Antenna Television وتعني استخدام هوائي استقبال ضخم لتوصيل الإرسال إلى عدد من المنازل في المناطق المنعزلة أو المجتمعات المحلية البعيدة.
وكان المقيمون في المناطق النائية التي لا يصلها الإرسال التلفزيوني بوضوح يدفعون اشتراكات شهرية مقابل الحصول على هذه الخدمة السلكية.[xxxiv]
- وتم بناء أول نظام كابلي في الولايات المتحدة الأمريكية في الجزء الجبلي من ولاية بنسلفانيا للأفراد الذين يرغبون في التقاط الإشارات التلفزيونية من ولاية فيلادلفيا وذلك في عام 1946، وبحلول عام 1950 بلغ عدد شركات الكابل العاملة في الولايات المتحدة الأمريكية 70 شركة.
- وخلال الخمسينيات بدأت بعض محطات التلفزيون الأمريكية تشكو من أن إشاراتها التلفزيونية تواجه منافسة شديدة من خدمات تلفزيونية محلية وذلك بسبب تقديم شركات الكابل برامج تلفزيونية خاصة بها مثل الأفلام السينمائية والأخبار المحلية والطقس.
- وفي عام 1965 وافقت لجنة الاتصالات الفيدرالية على اعتبار شركات الكابل محطات تلفزيونية محلية وذلك لتشجيع تقديم الخدمات المحلية، وكان محظورا على شركات الكابل أن تمد نشاطها إلى مسافات بعيدة، أو أن تستورد البرامج التلفزيونية من محطات بعيدة، إذا كان هذا سيؤدي إلى إلحاق الضرر بمحطة تلفزيونية محلية موجودة بالفعل، وكانت هذه القرارات تهدف إلى حماية محطات التلفزيون المحلية، وأن تحصر خدمة التلفزيون الكابلي في المحطات الصغيرة والمتوسطة، ولذلك كان نمو الكابل بين عامي 1965-1972 محدودا للغاية.
- وفي عام 1972 بدأت لجنة الاتصالات الفيديرالية في إعادة تنظيم صناعة الكابل، حيث خففت من قواعد استيراد الإشارات التلفزيونية، وكان هذا يتطلب أن تقوم شركات الكابل بإنتاج كميات متميزة من البرامج الخاصة بها، وتلك السنة سمحت لجنة الاتصالات الفيديرالية لأول مرة لشركات الكابل أن تقدم الأفلام السينمائية، والأحداث الرياضية، ومع ذلك ظلت شركات الكابل غير قادرة على الوصول إلى الأسواق الضخمة نظرا لزيادة كلفة مد الخطوط.
- وفي سنة 1975 أقامت شركة RCA الأمريكية قمرا صناعيا للاتصال على أسس تجارية وهو SATCOMI ثم ظهرت شركة جديدة للكابل هوم بوكس أوفيس HBO واستأجرت جهاز إرسال واستقبال مقابل رسوم سنوية تدفعه لشركة RCA لمزج الإرسال الكابلي بالإرسال الفضائي. وبالتالي أصبحت شركة هوم بوكس أوفيس أول شبكة كابلية تستخدم قنوات الأقمار الصناعية وظهرت قنوات تلفزيونية جديدة أدت إلى زيادة عدد المشتركين في خدمات الكابل مما شجع المستثمرين من أصحاب شركات الكابل في توسيع نطاق استخدامه إلى المدن الكبرى على أسس اقتصادية ربحية.
- وفي سنة 1981 طبقت لجنة الاتصالات الفيدرالية سياسة "دعه يعمل" على شركات · الكابل، وبالتالي تم إسقاط جميع القيود السابقة، وأدى ذلك إلى نمو مطرد لخدمات الكابل في الولايات المتحدة الأمريكية. أشارت الإحصائيات إلى أنه في عام 1960 كانت نسبة 2بالمئة من المنازل الأمريكية · تستخدم التلفزيون الكابلي ثم ارتفعت تدريجيا ليصبح عدد المشتركين في هذه الخدمة حوالي 50 مليونا عام 1990
وهكذا تطورت تكنولوجيا الكابل في الولايات المتحدة الأمريكية منذ أواخر الأربعينيات من وسائط بسيطة لتحسين استقبال الخدمة التلفزيونية في المناطق المحلية المنعزلة، إلى أن أصبحت توفر عدد لا متناهي من القنوات التلفزيونية، وتتيح الاتصال في اتجاهين عن طريق الربط بالحاسبات الالكترونية، وأصبح الاتصال الكابلي وسيلة خاصة لتقديم الأفلام والبرامج والحصص وغيرها من المضامين الإعلامية. وأصبح الكابل منافسا قويا للوسائل الالكترونية الأخرى خاصة في الولايات المتحدة الأمريكية.
أما في أوروبا فقد تطورت خدمة الكابل ببطء شديد نتيجة خفية الحكومات من التخلي عن التحكم المباشر في التلفزيون، والخوف من التشويش والفوضى في خدمات التلفزيون، لكن في الآونة الأخيرة أصبحت تتجه إلى ما يسمى بلا مركزية الاتصال.
وبالتالي حققت تكنولوجيا الاتصال الكابلي جودة عالية في استقبال الخدمة التلفزيونية وأتاحت للمشاهدين العديد من القنوات التلفزيونية وهي في تطور مستمر إلى أن وصلت إلى استخدام كابلات الألياف الضوئية Fiber opticsوالتي تستطيع استقبال حوالي ألف قناة تلفزيونية. كما يوجد في الولايات المتحدة الأمريكية حوالي ستة آلاف شركة كابل.
ب- استخدامات تكنولوجيا الاتصال الكابلي: من بين أهم استخدامات تكنولوجيا الاتصال الكابلي مايلي:
- تتيح تكنولوجيا الاتصال الكابلي توفير إرسال واضح لجميع قنوات التلفزيون التي تستخدم الموجات الكهرومغناطيسية.
- إمكانية تقديم خدمات برامجية تتناسب وظروف الجمهور المستهدف.
- إمداد المشتركين بتنوع شاسع من الخدمات البرامجية من خلال العديد القنوات التلفزيونية الواضحة
الإرسال، والتي تعمل لمدة 24 ساعة يوميا.
- إمكانية وصول المعلنين إلى الجماهير المستهدفة تماما للترويج للسلع والخدمات.
- يمكن توظيف تكنولوجيا الاتصال الكابلي لرصد ردود أفعال الجماهير تجاه البرامج، وإجراء استطلاعات الرأي العام، وكذلك الحصول على ألعاب الفيديو وبرامج الحاسب الالكتروني من خلال الاتصال بنظم استرجاع المعلومات.
- إمكانية توجيه بعض الأسئلة للمشتركين خلال تقديم البرامج وإتاحة رد الفعل الفوري، كما يمكن إجراء استطلاعات للرأي حول القضايا الجدلية التي تطرحها البرامج التلفزيونية.
- يتيح نظام الكابل ذو الاتجاهين تزويد الحاسب الالكتروني المركزي بالبيانات الأساسية التي تمد
المشتركين بالمعلومات التي يحتاجونها في أي وقت، ويقضي هذا النظام على مفهوم المتلقي السلبي.
- التحفيز على تحقيق التعلم الذاتي خاصة فيما تعلق بتقديم البرامج التعليمية وإحداث الاتصال التفاعلي بين الطلاب والمعلم التلفزيوني.
- إتاحة عدد كبير من الخدمات من داخل المنزل مثل التعامل مع البنوك والشراء عن بعد والخدمات
الطبية والأمنية وغيرها من الخدمات
2- الألياف الضوئية:
سُجّل استخدام الضوء للاتصال منذ أن خلق الله الأرض ومن عليها، فبدونه لا يمكن لنا أن نرى من حولنا، وقد استخدمت الإشارات والمرايا العاكسة والمصابيح لنقل المعلومات ولكن مقدار المعلومات المنقولة محدود ويمكن للآخرين الإطلاع عليها.
إن أول محاولة فعلية مدونة لاستخدام الإشارات كان عام 1791 من قبل كلود شابي من فرنسا، إذ استخدم مجموعة أبراج تحتوي على عدة أذرع لنقل المعلومات على مسافة 200 كيلو متر، يستغرق إرسال المعلومة الواحدة حوالي 15 دقيقة، وفي عام 1854 أجرى جون تايندل تجربة بسيطة بين فيها أن الضوء يمكن ثنيه إذا وُجد الوسط الملائم، وفي عام 1880 قام الكسندر غراهم بال بنقل الصوت عبر حزمة ضوئية، وقد أجريت محاولات عديدة خلال هذا القرن لكنها لم تلق النجاح الكافي بسبب عدم توفر المنابع المناسبة، علاوة على الاضطرابات الجوية التي حدت من إمكانية استخدامها، وباكتشاف الليزر عام 1960 من قبل تيودور ميمان، تجدد الاهتمام بالاتصالات البصرية، وفي عام 1966 اقترح كل من تشارس كاو وجورج هوكام تصنيع ألياف زجاجية قليلة الفقد وفي عام 1970 تم تصنيع ألياف بصرية مصنعة من مادة السيليكا[xxxv]
أ- كيف تعمل الألياف الضوئية : لنفترض أننا نريد أن نرسل حزما من الأشعة الضوئية عبر مسار ما، يمكننا ذلك بأن نوجه الضوء عبر هذا المسار بما أن الضوء يسير عبر خطوط مستقيمة. المشكلة التي يمكن أن تصادفنا هي إذا كان هذا المسار يحتوي على نقطة انعطاف، ما العمل في مثل هذه الحالة؟
الحل أن نضع مرآة عند نقطة الانعطاف تلك لكي تعكس الضوء عند هذه الزاوية وتعيده إلى المسار، كيف إذا كان المسار يحتوي على العديد من نقاط الانعطاف؟ في هذه الحالة يلزمنا مرآة عند كل انعطاف وتوضع المرآة بزاوية معينة لكي تسمح بإعادة الضوء إلى القلب عند كل زاوية على طول المسار. هذا بالضبط ما يحدث داخل الألياف الضوئية. فالضوء يسافر خلال اللب ( المسار) مع قفزات منتظمة من الغلاف (المرآة) عند نقاط الانعطاف حسب ما يسمى بالانعكاس الداخلي الكلي، ولأن الغلاف لا يمتص أي من الإشارات الضوئية المتنقلة داخل القلب، فإن الإشارات الضوئية يمكن أن تنتقل لمسافات بعيدة. لكن بعض هذه الإشارات تضعف داخل الألياف بسبب عدم نقاوة الزجاج وتلوثه مثلا والمدى الذي يمكن أن تضعف فيه هذه الإشارات يعتمد على درجة نقاوة الزجاج الذي تصنع منه الألياف وأيضا يعتمد الطول الموجي للضوء المرسل خلاله، مثلاً 850 نانوميتر يضعف بمقدار يتراوح بين 60 إلى 75 بالمائة لكل كيلومتر) وبعض الألياف تضعف الإشارة فيها بمقدار أقل 10% لكل كيلومتر عند الطول الموجي 1550 نانوميتر.
ب- نظام الاتصال عبر الألياف الضوئية: يتكون هذا النظام من العناصر التالية:
- جهاز الإرسال: يقوم باستقبال وتوجيه الجهاز المصدر للضوء وتشغيله أوإيقاف تشغيلِه حسب التسلسل الصحيح، وهكذا يتم توليد الإشارة الضوئية. وجهاز الإرسال يكون قريباً من الألياف الضوئية وقد يحتوي على عدسات لكي تجمع وتركز الضوء بؤرياً داخل النسيج الضوئي. ضوء الليزر يمتلك قوة أكبر من التي يمتلكها الضوء الصادر من الصمام الباعث ولكنه حساس أكثر للتغير في درجة الحرارة، كما أنه مكِلفٌ أكثر.
- الألياف الضوئية وهي بيئة التواصل بين المرسل والمستقبل.
- جهاز إعادة توليد الإشارة: أشرنا في ما سبق إلى حدوث بعض الفقد في الإشارة عندما ينتقل الضوء داخل الألياف لمسافات بعيدة -كما يحدث داخل الكابلات البحرية- ولهذا توصَّل المقويات وأجهزة إعادة توليد الإشارة على طول الكابل لكي تعزز الإشارات الضعيفة. ويتكون هذا الجهاز من ألياف ضوئية ذات تغطية خاصة مُطَعمة ويعمل هذا القسم من الألياف كمضخة ليزر؛ فعندما تصل الإشارة الضعيفة إلى هذا القسم فإن طاقة الليزر هنا تجعل جزيئات الإشارة الضوئية تعمل كما لو أنها مصدر ليزر، فتقوم بإطلاق إشارات ضوئية جديدة وقوية ولكن بنفس خصائص الإشارة الضعيفة القادمة. وهذا يعني أن هذا الجهاز يعمل كما لو أنه مضخم ليزري للإشارة القادمة إليه.
- جهاز الاستقبال: يأخذ الإشارة الضوئية الرقمية ويفك تشفيرها ويرسلها كإشارة كهربائية إلى المستخدم سواء كان جهاز حاسب أو تلفزيون الكابل أو جهاز هاتف. ويحتوى جهاز الاستقبال الضوئي على خلايا ضوئية أو صمامات الكترونية ضوئية لكي تتحسس وتلاحظ الإشارة الضوئية.
ج- لماذا أحدثت تكنولوجيا الألياف الضوئية ثورة في عالم الاتصالات مقارنة مع الأسلاك التقليدية الأخرى أسلاك النحاس مثلاَ؟
السبب يظهر في النقاط التالية:
- التكلفة القليلة نسبيا.
- رقة ودقة الألياف. وهذا
يقود إلى..
· مقدرة عالية على النقل بسبب رقة الألياف فالكثير منها يمكن أن تحزم داخل كابل ذو قطر معين أكثر مما لو كانت أسلاك نحاسية في كابل له نفس القطر، مما يعني عدد أكبر من خطوط الهاتف الموصلة أو قنوات التلفزيون المتاحة إذا كنا نتكلم عن نظام تلفزيون الكابل.
· فقد أقل في الإشارة.
· يحمل إشارات ضوئية بعكس الأسلاك النحاسية التي تحمل إشارات كهربائية، فالإشارات الضوئية لا تتداخل فيما بينها، مما يعني مكالمات هاتفية أو استقبال تلفزيوني أوضح.
· قدرة إرسال أقل.
· إشارات رقمية: الألياف الضوئية صممت أساساَ لنقل الإشارات الرقمية، وهذه مفيدة خاصة في شبكات الحاسب أو الانترنت.
· غير قابل للاشتعال نظراً لعدم مرور تيار كهربائي فيه، وبالتالي لا توجد مخاطر للاحتراق.
· أخف وزناً مقارنة مع أسلاك النحاس، وتشغل حيزاً أقل عند تمريرها تحت سطح الأرض.
· مرنة وبسبب مرونتها العالية وإرسالها واستقبالها للضوء فإنها تستخدم في العديد من الكاميرات الرقمية لأغراض التنظير الطبي، في فحص وعمل اللحام داخل الأنابيب والمحركات الميكانيكية التي يصعب الوصول إليها في الطائرات والسيارات والصواريخ، كما تستخدم في سباكة الأنابيب الضيقة وتفحصها.
[i] فضيل دليو، التكنولوجيا الجديدة للإعلام والاتصال: المفهوم، الاستعمالات، الآفاق، دار الثقافة للنشر والتوزيع، الأردن، الطبعة الأولى، 2010، ص20.
[ii] عبد الوهاب الكيالي، موسوعة السياسة، مجلد 1، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت، ص781.
[iii] حسن عماد مكاوي، تكنولوجيا الاتصال الحديثة في عصر المعلومات، الدار المصرية اللبنانية، القاهرة، 1993، ص 96.
[iv] حورية بولعويدات،استخدام تكنولوجيا الاتصال الحديثة في المؤسسة الاقتصادية الجزائرية –دراسة ميدانية بمؤسسة سونلغاز-، مذكرة ماجستير غير منشورة، جامعة منتوري قسنطينة، السنة الجامعية 2007-2008، ص 18.
[v] المرجع نفسه، ص19.
[vi] عبد الباسط محمد عبد والوهاب، استخدام تكنولوجيا الاتصال في الإنتاج الإذاعي والتلفزيوني: دراسة تطبيقية ميدانية، المكتب الجامعي الحديث، 2005، ص82.
[vii] المنجد في اللغة والأدب والعلوم، المطبعة الكاثوليكية، بيروت، ط5، ص527.
[viii] بلوني عبد الحليم، تناول الإعلام الرياضي لمشروع الاحتراف في كرة القدم الجزائرية لسنة 2010: دراسة تحليلية لجريدة الشروق اليومية، مذكرة ماجستير غير منشورة في الإعلام الرياضي التربوي، جامعة الجزائر3، 2010-2011، ص75.
[ix] إبراهيم إمام، الإعلام والاتصال بالجماهير، المكتبة الانجلومصرية، القاهرة، 1975، ص11.
[x] نور الدين بليبل، الإعلام وقضايا الساعة: مقالات ودراسات، ط1، قسنطينة، 1984، ص 15.
[xi] رضوان بوجمعة، التكنولوجيا الجديدة للاتصال وعولمة الثقافة: الهوية شرط في الاتصال، مجلة فكر ومجتمع، طاكسيج كوم للدراسات والنشر، العدد الأول، يناير 2008، ص11.
[xii] فضيل دليو، التكنولوجيا الجديدة للإعلام والاتصال: المفهوم، الاستعمالات، الآفاق، مرجع سبق ذكره، ص25.
[xiii] محمد منير حجاب، المعجم الإعلامي، دار الفجر، القاهرة، 2004، ص166.
[xiv] فضيل دليو، التكنولوجيا الجديدة للإعلام والاتصال: المفهوم، الاستعمالات، الآفاق، مرجع سبق ذكره، ص23.
[xv] شريف درويش اللبان، تكنولوجيا الاتصال: المخاطر والتحديات والتأثيرات الاجتماعية، المكتبة الإعلامية، القاهرة، 2000، ص103.
[xvi] حسن رضا النجار، تكنولوجيا الاتصال المفهوم والتطور، أبحاث المؤتمر الدولي الإعلام الجديد، الدوحة، ص 494.
[xvii] حورية بولعويدات، استخدام تكنولوجيا الاتصال الحديثة في المؤسسة الاقتصادية الجزائرية –دراسة ميدانية بمؤسسة سونلغاز-، مرجع سبق ذكره، ص22.
[xviii] عبد الوهاب بوخنوفة، المدرسة التلميذ والمعلم وتكنولوجيا الاتصال وتكنولوجيات الإعلام والاتصال: التمثل والاستخدامات، أطروحة دكتوراه في علوم الإعلام والاتصال، جامعة الجزائر، 2006-2007 ،ص55.
[xix] فرانسوا ليسلي، نقولا ماركيز، وسائل الاتصال المتعددةmultimédia، تعريب فؤاد شاهين، عويدات للنشر والطباعة، لبنان، الطبعة الأولى، 2001، ص 7.
[xx] مؤيد عبد الجبار الحديثي، العولمة الإعلامية، الأهلية للنشر والتوزيع، الأردن، الطبعة الأولى، 2002، ص53.
[xxi] عبد الوهاب بوخنوفة، المدرسة التلميذ والمعلم وتكنولوجيا الاتصال، مرجع سبق ذكره، ص57.
[xxii] محمد عبد العليم صابر، نظم المعلومات الإدارية، الطبعة الأولى، دار الفكر الجامعي، الإسكندرية، 2007، ص 36.
[xxiii] شريف أحمد العاصي،نظم المعلومات الإدارية، 2004، ص 28.
[xxiv] مصطفى ربحي، اقتصاد المعلومات، الطبعة الأولى، دار الصفاء، عمان، 2010، ص 102.
[xxv] شريف أحمد العاصى، نظم المعلومات الإدارية، مرجع سبق ذكره، ص 28.
[xxvi]عامر إبراهيم قنديلجي، علاء الدين الجنابي، نظام المعلومات و تكنولوجيا المعلومات الإدارية، الطبعة الثالثة، دار المسيرة، عمان، 2008، ص31.
[xxvii] حسن عماد مكاوي، تكنولوجيا الاتصال الحديثة في عصر المعلومات، الدار المصرية اللبنانية، القاهرة، الطبعة الثانية، 1997، ص29-30.
[xxviii] نصر الدين العياضي، لمادا تفزعنا تكنولوجيا الاتصال؟ مقال منشور على جريدة الخبر اليومي بتاريخ الاثنين 11 مارس 2013 متوفر على الرابط: http://www.elkhabar.com/ar/autres/makal/326447.html
[xxix] فضيل دليو، التكنولوجيا الجديدة للإعلام والاتصال، مرجع سبق ذكره، ص31.
[xxx] غنية لالوش، دور المعلومات في توجيه إستراتيجية المؤسسة (دراسة حالة مجمع صيدال)، مذكرة ماجستير،( غير منشورة)، كلية العلوم الاقتصادية و علوم التسيير،تخصص إدارة أعمال، جامعة الجزائر، 2001/2002 ص ص 89-99.
[xxxi] Abdelkader Rachedi, L'impact des TIC sur l'entreprise, mémoire de magistère, université de Saida, disponible en ligne sur http://www.memoireonline.com/01/10/3125/m_Limpact-des-TIC-sur-lentreprise3.html#toc5 consulté le 4/2/2019.
[xxxii] مؤيد عبد الجبار الحديثي، العولمة الإعلامية، الأهلية للنشر والتوزيع، الأردن، ط1، 2002، ص168.
[xxxiii][xxxiii][xxxiii]
[xxxiv] حسن عماد مكاوي، تكنولوجيا الاتصال الحديثة في عصر المعلومات، مرجع سبق ذكره، ص ص 79 80.
[xxxv] مجموعة من المؤلفين، اتصالات الألياف البصرية، متوفر على الانترنت على الرابط https://www.mobt3ath.com/uplode/book/book-143.pdf
- معلم: BAHA Fatma