تمهيد
مقدمة :
يعتبر التاريخ بأشكاله المتنوعة جزءا من تاريخ الأمة العربية ففيه انتجت عصارة أفكار أبنائه من كتب ورسائل وأشعار ولأن التحقيق هو إخراج النص المحقق على وفق ما حرره صاحبه أو بصورة أقرب منه وخدمته وتجليته ،كما أنه يضم إلى خانة البحث الوثائقي فإن أهميته تكمن في كشفه عن تلك الكنوز من العلوم المتباينة التي خلقها أولئك المصنفون.
ولقد أدرك محبو التراث قيمة التحقيق وأهميته في كشف الزائف من النصوص وتصحيح الروايات للوصول إلى إخراج هذه المصادر سليمة من كل عيب ، ويسرنا الوقوف على هذه المآثر من منهجية وتصنيف في مقياس البحث الوثائقي وإذا كان التحقيق (علما) له قواعده وأصوله في إخراج النصوص وخدمتها ،فإنه في الوقت نفسه هو الفن الذي يكشف قدرة المحقق على معالجة ما يحتوي النص من خلل أو عيب ،وما يضيفه من خبراته وثقافته في هوامشه وما يصنعه من فهارسه.
وعند تحقيق النصوص في حقول المعرفة كلها لا خلاف في اعتماد المحققين على المخطوطات وتخريج النصوص الشعرية أو النثرية والتعليق عليها بما يناسب المقام من غير إفراط أو نقصان .
وتتميز النصوص العلمية صرفة بضرورة أن يقدم المخطوط إضافة جديدة للمعرفة ،أو يؤكد على فكرة علمية صحيحة ويشترط إلمام المحقق بالمصطلحات العلمية ،وإن كنّا لا نعدم وجود هذه المصطلحات أو بعضها في غير هذه النصوص .
وتعد البيانات التوثيقية المصدر الذي يستعين به الباحث ويلجأ إليه المفهرس ليخص فكرة معينة أو تصحيح تاريخ نسخ أو تاريخ وفاة مؤلف أو نسبة كتاب أو غير ذلك فالقراءات و الإجازات وغيرها من بيانات التوثيق التي نجدها في بعض المخطوطات العربية تقدم لنا حلقات مترابطة من الرواة الذين عن طريقهم نقلت هذه المصنفات إذا فقد ترك لنا العرب تراثا فكريا ضخما لا نجده عند أي أمة من الأمم وفي أي لغة من لغات البشر ويتمثل هذا التراث أكثر ما يتمثل في مئات الآلاف من المخطوطات التي يحتوي بعضها على بيانات توثيقية مهمة تتمثل في القراءات و الإجازات والمقابلات والتصحيحات وهذه كلها تعد من المصادر التي لا يستغني عنها الدارس لمسايرة نمو الحركة الثقافية والثروة الفكرية في التراث الإنساني أو المؤرخ لتطوير الحياة العلمية لعالمنا الإسلامي إذا ومن خلال مفردات هذه الدروس لمقياس البحث الوثائقي سنأطر لكل الأسس العلمية المذكورة آنفا فيما يخص: تحقيق التراث، وأهمية المخطوط ومناهج تحقيقه، وصعوبات التحقيق والمنهج الذي سنتبعه لعرض هذه المادة هو المنهج التاريخي باعتباره يتناسب مع هذه المادة العلمية ومفرداتها تتمثل فيما يلي:
مفردات مقياس البحث الوثائقي:
المادة: البحث الوثائقي
السداسي: الثاني
المعامل: 03
الرصيد: 04
1- علم التحقيق أدواته ومناهجه.
2- تاريخ حركة تحقيق التراث العربي
3- مفهوم تحقيق النصوص وتباين مناهجها
4- كيفية اختيار المخطوط، معرفة النسخ وجمعها، دراسة مراتبها ضبط النص.
5- كيفية التعليق عليه، المقدمة الفهارس.
6- تقديم النصوص مختارة تتمثل فيها مقاصد التحقيق.
7- تحقيق نماذج مخطوطات من عصور مختلفة.
8- الاطلاع على ما كتب قديما وحديثا من مقالات حول التصحيف التحريف.
- اتجاهات تحقيق التراث.
10- دور نسخ المخطوطات ودراساتها وترتيبها تبعا للمقاييس.
11- تحقيق عنوان الكتاب ونسبته إلى مؤلفه.
12- تحقيق المتن وطريقة نسخ المخطوط والمقابلة بين النسخ بينها .
13- عرض بعض النماذج التطبيقية .
14-كيفية التعليق على المتن، تخريج الآيات القرآنية، الأحاديث، الأشعار.
15- التعريف بالإعلام والأماكن، تفسير الإشارات العلمية والتاريخية وضبط الهوامش والحواشي، صنع فهارس، الموضوعات والمصادر.
الأهداف المرجو تحقيقها من المقياس:
1-تدريب الطلاب على المخطوطات وطرق البحث فيها وقراءتها ومعالجتها.
2-تدريب الطلاب على كيفية معالجة متن المخطوط وكيفية التفريق ما بين النسخة الأصلية للمخطوط "النسخة الأم" والنسخ الثانوية.
3-تعريف الطلاب بمشكلات التحقيق مثل المبهمات ، المؤتلف والمختلف، التصحيف، التحريف.
4-كيفية إخراج النصوص وتحقيقها وتوثيقها وتحريرها.
5- توثيق النص نسبة، ومادة، توضيح النص ضبطه.
6-إعداد الدارس ليكون باحثا ودارسا في مجال تخصصه.
7-إطلاع الدارس على رسائل التحقيق والبحث ومناهجه ثم محاولة التطبيق في أحد مجالي المقرر.
8-تدريب الدارس على طرق تحقيق النصوص وضبط المصادر وكيفية توظيفها منهجيا بحسب قضاياها.
9-استخدام مصادر عديدة ومتنوعة وعالمية والحصول على المعلومات والمعرفة بوقت قياسي.
10-حسن استخدام طرائق ناشطة وتفاعلية لتنمية المهارات والقدرات المعرفية.
11-تبادل الخبرات والمعارف المختلفة واستثمار التكنولوجيا الحديثة لتحقيق الأهداف العلمية.
- Teacher: hafidha lami