إن تحقيق التراث لا يمكن أن يتم عشوائيًا أو بجهد فردي محدود، بل هو علم مستقل بذاته، له قواعده وأسسه ومناهجه، تتداخل فيه المعرفة بالمصدر، والفهم بالمنهج، والوعي بقيمة النص وهدفه. وتحقيق النصوص ليس مجرد تصحيح لغوي أو ضبط إملائي، بل هو إحياء لفكر أمة، وإعادة بناء لمعالم ثقافتها، وتأريخ دقيق لمسيرتها العلمية. وعليه، فإن دراسة هذا المقياس وما يحتويه من موضوعات تمثل خطوة أولى لفهم هذا المجال فهماً منهجيًا، يجمع بين الدقة والموضوعية، ويعيد للتراث هيبته، ويمنح الباحث الأدوات التي بها يصير مؤهلاً للغوص في عوالم المخطوط، وفهم دلالاته، واستثمار كنوزه في بناء معرفة أصيلة، قائمة على التأصيل والتحقيق لا على التكرار والنقل.
- Enseignant: hafidha lami