تمهيد إن خطوات البحث العلمي تعتبر حجز الزاوية في أي بناء علمي، فالتقيد بهذه المراحل بطريقة منظمة تعطي للنتيجة المقدمة المصداقية والثبات والصحة
وعليه فإن إعداد خطة بحث من طرف الباحث plan du travail يعطي تصورا واضحا لما يريد أن يصل إليه، إذ أن براعته تبرز بالدرجة الأولى في حصر جوانب الموضوع و عدم الخروج عنه
وتحديد النقاط التي يتم التركيز عليها في بحثه، فإذا نجح في ذلك، يكون قد حدد المسار العام للبحث، وكل ما تبقى عليه هو القيام بالقراءات وجمع البيانات والمعلومات الكافية عن المواضيع التي تشمل عليها الخطة، و كما يقال أنّ الخطة هي أول تجسيد لأصالة البحث"[1]
المبحث الأول/-مرحلة اختيار الموضوع :
إنّ أصعب و أدق مرحلة في البحث العالمي، هي مرحلة اختيار موضوع البحث المدعمة بحقائق علمية، وهذا ما يضفي على الدراسة روعة وجمالا في الدقة والتعبير والموضوعية التي لا مثيل لها.
وهكذا يستلزم على الباحث إذن العثور على موضوع شيق
وفي نفس الوقت سهل، لم يتم التطرق إليه من قبل وإلا ضاعت جميع الجهود، ولهذا يستحسن أن يسأل الباحث نفسه عدة أسئلة، قبل أن يختار موضوعه، وهذه الأسئلة تتعلق بالبحث يمكن تلخيصها فيما يلي:
- ما هو موضوعي ؟
- لماذا موضوعي ؟
- والفائدة المرجوة من هذا الموضوع ؟
- هل المشكلة تستحوذ على اهتمام الباحث ورغبته ؟
- وهل هي جديدة ؟
- هل ستضيف هذه الدراسة إلى المعرفة شيئا ؟
- هل سبق لباحث آخر أن سجل للقيام بهذا البحث ؟
وعليه فعملية اختيار الموضوع تتحكم فيه عوامل ذاتية كالرغبة والميول، وعوامل موضوعية كالقيمة العلمية ومدى توافر المراجع[2]، وإن كان هذا السبب الأخير حسب رأينا يمكن أن يلجأ الباحث فيه إلى القياس المرفوق بقواعد و مثال ذلك : الخاص لا يقاس به العام والعكس صحيح.
لأنه في حالة ندرة المراجع وقلتها ومع هذا، فإنّ الموضوع إذا كان ذو قيمة علمية وأهمية عملية تطبيقية على أرض الواقع، فعلى الباحث إذن أنّ يجتهد ليصل إلى الحقائق العلمية حتى ولو كانت البداية كلمة واحدة فقط.
عندما تتضح هذه الحقائق في ذهن الباحث، ويتأكد من توافر جميع الأدلة على سلامة موضوعه ومدى أهميته النظرية والعملية، ومدى استعداده للكتابة فيه عندها يفاتح الأستاذ المشرف، و حبذا لو كان متخصص في موضوعه.
ولكن الحقيقة التي يجب أن يدركها الباحث أنه المسؤول الوحيد عن بحثه منذ البداية، لأنه هو من يقدم المعلومة، و هو من يعرضها و يقوم باستعراض أراء الباحثين العلماء، ثمّ يثري بحثه بآرائه الشخصية، و يستعين برأي المشرف لتقييم الموضوع من جميع جوانبه .
ولهذا تعتبر الأرضية الأولية للبحث العلمي هي كتابة : العنوان – المقدمة – الفهرس، وهذا لا يكون إلا عن طريقة القراءة السريعة الأولية لفهارس الأبحاث والكتب والوثائق وعناوينها، ومقدماتها وخاتمتها، لان الهدف من الاطلاع السريع يتمثل في رسم فكرة واضحة عن الموضوع والتمكن من تحديد العناصر التي سيتم إدراجها في البحث نظر لأهميتها وتوافر المعلومات عنها .
وهنا تأتي مرحلة وضع الخطة الأولية للبحث، و التي تتضمن الفصول الرئيسية، والعناوين الفرعية وهي تعرف على أنها : "الهيكل الأساسي الذي يعتمد عليه العمل القانوني وهو الشيء الوحيد الذي تظهر فيه شخصية الطالب، ولا يقوم بها إلا بعد القراءة السريعة لعدة مراجع عامة ومتخصصة
حيث تبقى هذه العناصر قابلة للتغيير كلما وقع تقدم في الإنجاز ودعت الضرورة إلى ذلك .
المبحث الثاني/-مرحلة جمع المعلومات والوثائق :
تعتبر عملية جمع المعلومات مرحلة هامة في البحث العلمي وبطبيعة الحال تعتبر الفهارس الموجودة في المكتبة هي المفتاح الرئيسي للحصول على ما يحتاجه البحث سواء أكانت المكتبة عامة أو مكتبة خاصة، إضافة إلى المقالات التي تمّ نشرها في المجالات العلمية، أو المداخلات المقدمة في الملتقيات، أو الندوات الدولية أو الوطنية، أما فيها يخص القرارات القضائية، ما يهم الباحث الوقائع والحيثيات دون الرجوع إلى المنطوق، وكذا اجتهاد القاضي في تفسير القاعدة القانونية وتحديد محتواها –أطروحات الدكتوراه و مذكرات الماجستير.
وعليه فالباحث مطالب بالبحث عن كل جزئية من موضوع بحثه في أي مرجع موجودة، وبالتالي عليه جمع هاته الأفكار المتناثرة بطريقة منظمة من أجل القراءة (المعمقة)، فالتحليل، فالتركيب ولهذا الأمر قد يلجا الباحث إلى استعمال
ذ أولا/- أسلوب البطاقات: والتي ينظمها الباحث طبقا لأقسام بألوان مختلفة، وذلك حسب أجراء موضوع البحث.
ثانيا/- أسلوب الملفات: تخصص عدة أوراق من ملف واحد للمقدمة وعدة أوراق للباب الأول، وأوراق أخرى للباب الثاني .... الخ .
علما أن الدراسة الميدانية والمتعلقة بموضوع الباحث، على الباحث جمع المعلومات خارج المكتبة، باستعمال طرق جمع المعلومات المعروفة كالمقابلات، الملاحظات، تحرير الاستبيانات.....
المبحث الثالث/-مرحلة القراءة المعقمة :
تعتبر مرحلة القراءة مرحلة مهمة لفهم كافة المعلومات المتصلة بموضوع البحث العلمي، فبالقراءة المعمقة يستطيع الباحث أن يتخصص في موضوعه، وأن يسيطر على جوانبه العلمية، وبالتالي ترتقي به إلى مستوى معين من التفكير السليم، والقدرة على التحليل والفهم الشامل، بل أكثر من ذلك يتزود بثروة لغوية فنية متخصصة، وبشجاعة أدبية تقوي شخصيته، فيصبح قادرا على التنسيق لما تم جمعه من معلومات، ويستخلص الآراء المتشابهة أو المتعارضة، ثم يقوم بالتعليق على هذه الآراء، أو يحدد رأيه بشأنها إن لزم الأمر .
ولهذا تصنف مستويات التأليف إلى سبعة( 07 )أقسام:
- شيء لم يسبق إليه أحد فيخترعه الباحث.
- شيء ناقص فيتممه الباحث.
-شيء غامض فيشرحه الباحث.
- شيء طويل يختصره الباحث دون أن يخل بمعناه.
-شيء متفرق فيجمعه الباحث.
شيء غامض فيشرحه الباحث.
شيء مختلط فيرتبه الباحث.
شيء أخطأ فيه فيصلحه الباحث ويصّححه.
و بعد هذه المرحلة – القراءة المعمقة – تستقر لدى الباحث الفكرة عن موضوعه والإلمام الجيد بمختلف جوانبه الأساسية والثانوية، وبذلك يمكن وضع وبصفة نهائية خطة الدراسة، والتي يمكن تقسيمها إلى عناوين رئيسية وجزئية وفرعية تكون غالبا على شكل مقدمة – طلب موضوع – خاتمة، وأهم عيب يمكن أن تتضمنه خطة البحث عدم التوازن والخروج عن الازدواجية.
المبحث الرابع/-كيفية تصميم خطة بحث :
- تعتبر عملية إتقان فنية تصميم خطة البحث هي العمود الفقري لأي تنظيم علمي هادف، وسهل لعملية إعداد البحوث والتقارير، وعليه فإن مشروع خطة البحث لأي رسالة يرتكز على العناصر التالية :
المطلب الأول/- المقدمة :
هي تقدمة للموضوع وفتح الأبواب للبحث، دون تقديم الحلول بل إثارة الإشكالية، وعليه فهي تتضمن عموميات وتأخذ نسبة 10 % من البحث. لهذا فان أهم ما تحتويه المقدمة هي إثارة الإشكالية التي تعتبر من أهم عناصر البحث.
كما ينبغي عدم إثقال المقدمة بمعلومات و أفكار تفقدها وظيفتها كمدخل لموضوع البحث. فأي تقسيم أو تصميم للموضوع يجب أن يحافظ على دور و أهمية المقدمة و الخاتمة
المطلب الثاني/- عناصر المقدمة
الفرع الأول /-الإشكالية:
والباحث يجب أن يعرف بالضبط وبالتحديد على ماذا يريد أن يبحث ولماذا ؟ لان اعوجاج الإشكالية ينعكس على صلب الموضوع[3]، ويمكن أن تكون هناك أسئلة فرعية عن الإشكالية الرئيسية، و هناك من يعرفها على أنها فن علم طرح المشكلات، يتمثل دورها في أنها تمكّن الباحث من تحديد المسائل الجوهرية في بحثه من تلك الثانوية
والإجابة عنها هي عبارة عن عناوين مخصصة لكل مبحث، وحبذا لو تكون هذه العناوين متوازنة ومثالها : الشروط والآثار، القاعدة والجزاء أو تكون متضاربة ومثالها : شروط العقد، وجزاء الإخلال بالشروط أو تدل على المقارنة مثل: الخطأ المدني و الجنائي[4]، إلا أن العنوان الرئيسي للبحث ميزته حينما يتضمن مضمون البحث، ليس بطويل،دالا، واضحا، دقيقا،أي أن يكون واضحا في معناه دالا على المراد، دقيقا في تناوله للأفكار و متقنا في الصياغة و التعبير بأسلوب سلس، وخطأ فادح أن يتضمن علامات الوقف "Lapoctuation"،كما يجب أن يكون واضحا شاملا لأجزاء وفروع الموضوع وجذابا يدغدغ ذهنية القارئ ويحرك خياله.
وإضافة إلى الإشكالية تحتوي المقدمة على:
الفرع الثاني /- مبررات اختيار الموضوع:
فعلى الباحث حصر وبيان الأسباب الموضوعية والذاتية المختلفة التي أدّت به لاختيار الموضوع، فيبين إذا كان سبب اختياره للكتابة جاء نتيجة قراءته أو نتيجة لخبرته وإطلاعه على حقائق جديرة بالدراسة والتوسع في معالجة الموضوع.
كما عليه أن يقوم بتوضيح أهداف وأهمية الدراسة بدقة وتركيز وإيجاز.
الفرع الثالث/-المنهجية:
و تتمثل في الطرق والأساليب التي استخدمها الباحث في إنجاز بحثه، ولهذا عليه أن يبيّن نوع المنهج الذي يعتمد عليه، والأدوات والمقاييس التي يعتمد أيضا عليها (اختيار العينة، الأساليب الإحصائية ....)
الفرع الرابع/- خطة البحث:
على الباحث إعداد وعرض خطة البحث وتقسيم الموضوع وكيف عالجه بتسلسل، ابتداء من المقدمة إلى النهاية، وفي العادة يخصص لكل فصل من دراسته فقرة كاملة يتحدث فيها عن ما يبحثه في كل فصل من دراسته.
ولهذا فالنموذج المقترح للخطة النهائية للبحث كالتالي
- مقدمة
الباب الأول: عنوان يكتب بالحروف الكبيرة
الفصل الأول المبحث الأول المطلب الأول الفرع الأول
الفصل الثاني المبحث الثاني المطلب الثاني الفرع الثاني
الباب الثاني: عنوان يكتب بالحروف الكبيرة
الفصل الأول المبحث الأول المطلب الأول الفرع الأول
الفصل الثاني المبحث الأول المطلب الأول الفرع الأول
الخاتمة
الملاحق
المراجع
الفهرس .
الفرع الخامس/- تحديد قائمة المصطلحات :
هناك فرق بين تحديد المصطلحات التي يستعملها الباحث، وهي عبارة عن مفردات غير مألوفة للباحثين، فيستحسن أن يقوم الباحث بالتعريف عنها وتوضيحها، بحيث يكون من السهل على القارئ أن يكون على علم بما يقصده الباحث.
أما قائمة المختصرات فهي تأتي قبل المقدمة ولا تعتبر جزء منها، وهي تفيد إلى توضيح كل الرموز و الأحرف المستعملة من قبل الباحث في دراسته لتوضيح معناها للقارئ، على أن يلتزم بها من بداية بحثه إلى نهايته.
الفرع السادس/-أدبيات الدراسة :
على الباحث أن يستعرض مختلف الدراسات السابقة في موضوعه، بحيث يثبت أن موضوعه ليس تكرارا لكل ما كتب من قبل، وإنما يحتوي على عناصر جديد، وفيه إثراء لهذا المجال، ولهذا من الأفضل أن يقوم الباحث باستعراض أمهات الكتب والمقالات التي تعرضت لموضوع دراسته ويشير إلى النتائج التي توصلت إليها تلك الدراسات، ثم يشير في نهاية كل دراسة إلى الجوانب التي أغفلتها تلك الدراسات السابقة، ويبدي حرصه على تدارك النقص الموجود وذلك بالإشارة إلى ما سيضيفه من حقائق جديدة في دراسته، وبهذا يثبت الباحث أنه أضاف شيء للعلم.
مع حصر أهم العراقيل والصعوبات التي تواجه الباحث وكذا المشاكل النظرية التي اعترضت بحثه.
المبحث الخامس: كيفية التعامل مع المعلومات
بعد انتهاء الباحث من عملية جمع المعلومات، و تمكن من القراءة لمختلف المراجع التي تمّ جمعها بمختلف أنواعها سواء كانت قراءة خاطفة سريعة أو قراءة عادية معمقة، يجب مراعاة فقط شروطها وذلك من أجل الاستيعاب أكثر، والسيطرة على حقائق الموضوع، حتى قيل أن "القراءة فن"، فإذا عرفت كيف تقرأ سهلت عليك القراءة و سهل عليك البحث
المطلب الأول/- شروط القراءة:
و على الباحث أن يبدأ بقراءة المراجع الأصلية (الأولوية)، ثم المراجع الغير الأصلية (الثانوية)، عليه أن يبدأ بالمراجع المتخصصة ثم العامة، علما أن المراجع الأصلية (الأولية) هي المراجع المعتمد عليها قانونا مثل: التشريعات والقوانين التنظيمية المختلفة، الإحصائيات الرسمية... أما المراجع الغير الأصلية هي الكتب والمؤلفات القانونية المتخصصة ثم العامة، حبذا لو كانت أمهات الكتب، المقالات، الرسائل، الموسوعات، القواميس ....
و يبدأ الباحث أيضا بقراءة المراجع الحديثة (تاريخ النشر)، ثم القديمة حتى يبدأ من نقطة نهاية الغير،و لا يبدأ من نقطة الصفر، وهكذا يعطي الباحث صورة مصغرة عن إنتاج المفكرين الذين سبقوه في الكتابة ثم يضيف الجديد .
وحتى تتحقق أهداف القراءة يجب مراعاة شروط هي
-أن تكون القراءة شاملة لكافة المراجع و الوثائق .
-أن تكون مركزة .
-أن يبدأ الباحث بالأحدث ثم ينتقل إلى الأقدام فالأقدم ...الخ
- تنظيم أوقات القراءة، وقد أثبتت التجارب الناجحة أن أوقات ساعات الصباح، وساعات من الراحة والنوم هي الأفضل من ناحية درجة الاستيعاب و التحصيل.
وهكذا يتمكن الباحث من استخلاص النتائج، و استخراج الأفكار و الحقائق والمعلومات و تدوينها في البطاقات أو الملفات، بل أكثر من ذلك تمكنه حتى من النقد، لأن القراءة الناقدة و الواعية، هي التي ترفع من مستوانا، و ليس التقبل الأعمى لكل ما نقرأه.
- و يجب أن تكون القراءة في الأماكن المريحة و الهادئة .
المطلب الثاني/-الدقة في تدوين المعلومات :
تعتبر عملية تدوين المعلومات من أهم مراحل إعداد البحث العلمي، لأن الباحث يقوم في بعض الأحيان بتلخيص الأفكار الرئيسية للمؤلف، و أحيانا أخرى بالاقتباس (هذا ما سنراه لاحقا )، و في بعض المرات ينقل المعلومة من هذا المرجع، و يقوم بتدوينها، ثم يستعين بمرجع آخر في الموضوع، و عند الانتهاء يعيد هذه الكتب إلى رفوف المكتبة، هنا فقط تبرز أهمية الدقة في تدوين المعلومة، التي تم اقتباسها، و تجنبا لبعض المشاكل يتعين على الباحث أن بدون ما يلي عند قراءته للمراجع سواء أكانت عامة أو خاصة
اسم و لقب المؤلف
العنوان الكامل للمؤلف .
الجزء إن وجدالطبعة إن وجدت.
مكان النشر .
اسم دار النشر
تاريخ النشر .
رقم الصفحة .
وإذا ما تكررت الإشارة إلى نفس المؤلف ونفس المرجع، فعلى الباحث ألا يكرر جميع هذه المعلومات بل يكتب كلمة"نفس المرجع"، أما إذا تكرر المرجع بعد مرجع آخر فيكتب كلمة" المرجع السابق".
هذه المعلومات كلها تستغل عند تحرير البحث، والاستعانة بها عند تدوين الملاحظات والهوامش في أسفل الصفحات، و هذا ما يطلق عليه "قواعد إسناد المعلومة".
الفرع الأول/- قواعد إسناد المعلومة كيف يتم الإسناد في حالة الاقتباس من رسالة ماجستير أو أطروحة دكتوراه: اسم الباحث –عنوان الرسالة –نوع الرسالة، ذكر الجامعة، ذكر القسم، تاريخ المناقشة، الصفحة.
كيف يتم الإسناد في حالة الاقتباس من وثيقة رسمية "كحكم قضائي: القرار القضائي الصادر عن نوع الجهة القضائية، تاريخ الصدور، رقم القضية.
كيف يتم الإسناد في حالة الاقتباس من مجلة علمية: اسم الكاتب، عنوان المقال، اسم المجلة، رقم العدد، تاريخ الصدور، رقم الصفحة.
الفرع الثاني/-الغاية من الهوامش:
1/-تعكس عملية توثيق الهوامش، قيمة المادة المقتبسة، و قدرة الباحث على التصرف فيها بالتحليل و النقد، و المقارنة .
2/-تدعيم المصداقية، و التسهيل على القارئ الرجوع إلى المراجع المعتمد عليها، و التأكد من قيمتها.
3/-تحلي الباحث بالموضوعية و الأمانة العلمية، و الدقة و الصدق في نقل المعلومة .
4/-إضافة الى هذا، فإن استعمال المراجع بالهوامش، و حسن استعمالها يدلان على النوعية في البحث و المقدرة على إثراء الدراسة.
الفرع الثالث/-الحالات التي يلجأ إليها لتهميش:
1/-تدوين المصادر التي اعتمد عليها الكاتب في بحثه.
2/-شرح معاني بعض المفردات، و إعطاء معلومات إضافية عنها .
3/-تصحيح بعض أخطاء النصوص و التعليق عليها.
4/-تقديم نبذة قصيرة عن حياة شخص له أهمية في البحث .
5/-تقديم أدلة على صحة الآراء التي تدعم رأي الباحث .
6/-لفت انتباه القارئ إلى مواد ظهرت في مواضيع أخرى من البحث .
7/-بيان موضع الآية القرآنية الكريمة في القرآن .
الفرع الرابع/- كيفية إسناد المعلومة (التوثيق):
إن التوثيق عملية صعبة جدا، لأنه من الصعب التفريق بين المعلومات و الاستشهاد ببعض الفقرات، أوأن تمهد لفكرة مضادة لفكرة أصلية، فالباحث حينما يكتب يحاول أن يعطي صورة على أنه ملتزم بالموضوعية و الأمانة العلمية و أنه يستعين بآراء الآخرين، لتدعيم وجهة نظره، و لكنه في الواقع يدافع عن وجهة رأيه و القيم التي يؤمن بها، و يستعرض أفكار تبدو له جد مهمة و لكنها قد تبدو غير مهمة لمن يخالفه .
و لهذا فإن الموضوعية، التحلي بالأمانة العلمية، الصدق في معالجة الموضوع هي أمور نسبية.
و لكن الشيء الذي يتفق عليه الباحثين، هو الإلمام بأصول البحث العلمي أي حسن استعمال الوثائق، و كيفية الإشارة إلى المصادر التي أخذت منها الأفكار، و هذا ما يسمى بعملية "الاقتباس".
و الاقتباس نوعان الاقتباس الحرفي (المباشر)، والاقتباس بالمعنى.
أولا/-الاقتباس الحرفي: أي أخذ الكتابة كما وردت، كلمة بكلمة، و أقل من أربعة أسطر، و هو الشائع جدا مثال:
" لا يكفي أن يعمد أي مجتمع، إلى إقامة مؤسسات مبنية جيدا، مع خطة عمل لها، مزودة بجهاز كامل العدد، لكن هناك شيء أساسي لا زال مفقود و هو عنصر الدوافع، و هذا يشبه تماما قاطرة الركاب مع السائق، دون أن يكون هناك خزان للوقود، موجودة و لا تتحرك، كالدول النامية، و التي لا يمكنها تحقيق أهداف التنمية مادامت تفتقر للوقود الكافي و هو الدوافع"
ثانيا/- اقتباس بالمعنى: و هو أكثر من أربعة أسطر، حين نريد إكمال الفكرة بشكل دقيق، و إعطاء الباحث انطباع الصدق و أن الفكرة التي هو بصدد كتابتها ليست من إنتاجه.
كما أن الطريقة التقليدية للاقتباس بنوعيه هي وضع الفقرة بين مزدوجتين في البداية و النهاية، و تكون الفقرة في صفحة واحدة و لا يتعدى ذلك.
المبحث السادس/-كيفية وضع البحث في شكله النهائي:
لا تكتمل مهمة الباحث لا بمرحلة الاطلاع التي تأتي بعد اختيار الموضوع، و لا بمرحلة جمع المعلومات و الوثائق، ثمّ مرحلة القراءة و التفكير و التقسيم، و يليها التوثيق و التدوين ثم وضع خاتمة، علما أن هاته الأخيرة هي عبارة عن ملخص لكل الأفكار الهامة التي تمت معالجتها في صلب الموضوع مع تقديم أهم النتائج العلمية المتوصل إليها ليختم بما يمكن اقتراحه كتوصيات لسّد كل الثغرات القانونية التي تمّ الكشف عنها إن وجدت، عموما الخاتمة هي حوصلة لما جاء في صلب الدراسة، و يكون عرضا مركزا شاملا و موجزا، يمكن أن تثير إشكاليات جديدة تحتاج لمعالجات مستقبلية ،و لا يمكن أن تكون تكررا ملخصا لمحتويات البحث
بعد ذلك تأتي مرحلة التحرير النهائي، و لها جوانب علمية يجب أخذها بعين الاعتبار
المطلب الأول/-الاعتناء بأسلوب الكتابة :
أي على الباحث أن يلفت انتباه القارئ، و يدفعه إلى تصفح رسالته و التعرف على محتواها، لذلك لابد من تقديم إنتاجه للقراءة في شكل منسق لائق، ويجب أن يتحرى الوضوح و الدقة و الابتعاد عن العموميات،أي أسلوب علمي دالا، ولا يتحقق ذلك إلا بسلامة اللغة المتخصصة .
الفرع الأول/-الوضوح في عرض الأفكار: و نعني الدقة في تسلسلها و الابتعاد عن التعقيد والغموض و التكرار و الحشو و المبالغة و التناقض حتى يحظى باحترام المواطنين، و ينال تقديرهم، لأن الباحث مثلما يهتم بسمعته و كرامته، ولباسه، لابد أن يهتم بالنوعية في الإنتاج و حسن التنظيم الذي يسمح للقارئ أن يقيّم أعماله الفكرية، و يصدر حكمه النهائي عليها .
الفرع الثاني/-أن يكون الأسلوب مؤثرا: إن الكتابة القانونية تختلف كثيرا عن الكتابة الأدبية، و كتابة الروايات و القصص و الشعر ، وما يميز هذه الأخيرة بأسلوب التشويق والخيال والجمال الفني و الأدبي، فإن الأسلوب المؤثر في الكتابة القانونية يرتكز بصفة أساسية على قوة الدليل و الحجة و إقناع القارئ، وكذا تجميع المعلومات و الحقائق التي لم تكن معروفة أو مدروسة من قبل.
و عليه يحرص الباحث على إتباع الترتيبات الآتية عند وضع البحث في شكله النهائي
1/-العنوان يعبر بدقة و بصدق عن المضمون.
2/-ترك صفحة بيضاء بعد الغلاف .
3/-قائمة الإهداء –الشكر –المختصرات –المقدمة.
4/-محتوى البحث –الخاتمة –التوصيات و النتائج –الملاحق.
5/-قائمة المراجع باللغة العربية ثم باللغة الأجنبية–الفهرس. مع تسليم ملخص لا يتجاوز غالبا ثلاثة صفحات في قرص إلى الجامعة لنشره.
المطلب الثاني/-كيفية ترتيب وتصنيف المراجع:
إنّ المراجع المختارة هي التي تتحكم في مصير البحث، و الكاتب الذّكي، هو الذي يخصص قسما للمراجع باللغة العربية، وقسما آخر للغات الأجنبية، في جميع الحالات يجب أن نصنف كالتالي :
أولا: المراجع باللغة العربية :
أ-المراجع العامة (الكتب)
ب-المراجع المتخصصة (الكتب)
ج-المذكرات و الرسائل العلمية .
د-المجلات (المقالات)
ه- الملتقيات و الندوات .
و-الموسوعات.
هـ-الأحكام القضائية.
ز-الوثائق الحكومية .
ل-مواقع الانترنت .
ثانيا : القوانين (النصوص القانونية)
أ-الدساتير
ب-القوانين
ج-المراسيم
1/-الرئاسية
2/- التنفيذية
3/- القرارات
و عليه يجب على الباحث وضع قائمة كاملة بأسماء المراجع التي يتسنى للباحثين الآخرين أن يختاروا الكتب، التي تحمل عناوين مثيرة بالنسبة لهم، حيث يختلف الترتيب في توثيق المراجع عن ذلك الذي عرفناه في توثيق الهوامش.
1/-لقب المؤلف (وليس اسمه).
2/-عنوان الكتاب، تحته سطر.
3/-اسم المترجم( بين قوسين)، إن وجد.
4/- مكان النشر
5/- اسم الناشر
6/- تاريخ النشر
7/- عدد صفحات الكتاب
و يتم ترتيب و تصنيف الأسماء حسب التسلسل في الحروف الأبجدية على النحو التالي( أبجد- هوز-حطي-كلمن-سعفص-قرشت-خذ-ضطع).
ثالثا/- المراجع باللغة الأجنبية
المطلب الثالث/-مواصفات و إرشادات حول البحث الجيد :
الفرع الأول/-مواصفات البحث الجيد
هناك عدة مقاييس للتعرف على البحث الجيد، وترى من بداية أولى كلماته إلى آخر سطر فيه، و سنحاول حصرها فيما يلي :
أولا/-الاعتماد على النفس في الكتابة : و عدم الإفراط في النقل الحرفي لأنه يؤدي إلى إنكار الذات، و الوقوع في أخطاء وقعوا فيها باحثين آخرين، و انعدام التسلسل في الأفكار و الضعف في الربط مما يكشف عن وجود سرقة أدبية.
ثانيا/-الأمانة العلمية: على الباحث أن يكون صادقا في كتابته و يشير إلى المراجع التي استفاد منها في بحثه، لأن إنتاج أي باحث جزء من شخصيته و فلسفته في الحياة.
ثالثا/-الموضوعية: أي الابتعاد عن التميز لفكرة معينة، أو إهمال بعض الحقائق التي تتعارض مع أفكار الباحث.
إذ أن الكاتب الممتاز هو الذي يبرز جميع الحقائق، و يصدر حكم منطقي بشأنها، و يبتعد عن التهجم غير المبرر لا بالدليل و لا بالحجة، و بالتالي يصبح البحث فارغا من معناه، غير مفيد لأنه لا موضوعي.
رابعا/-استعمال المراجع الحديثة: إن الاطلاع على التطورات الجديدة في ميدان الاختصاص، يكون الباحث قد واكب التقدم العلمي، و بذلك تصبح أفكاره متماشية مع روح العصر.
خامسا/- التسلسل في الأفكار، و حسن ربط الجمل مع بعضها البعض، حبذا لو كانت هاته الجمل قصيرة تؤدي المعنى بدقة.
سادسا/-الالتزام بقواعد الإسناد (التهميش )
سابعا/-تغطية جميع الفصول (التوازن +التساوي)
ثامنا/-تطابق عنوان البحث مع المضمون: أنّ اختيار العنوان المناسب هو أكبر نجاح يحققه الباحث.
و باختصار، البحث الجيد هو الذي يتضمن معلومات جوهرية في العناوين الرئيسية، التي توجد في كل بحث.
الفرع الثاني/-إرشادات علمية للباحث
أولا/-يستحسن أن يقوم الباحث بمراجعة بحثه قبل تسليمه للطباعة، و يتأكد من سلامة تركيب الجمل، و عدم وجود ثغرات فيها و لهذا يستحسن أن يعرضها على مختص في اللغة العربية للتصحيح .
ثانيا/- التأكد من تطابق أرقام الهوامش.
ثالثا/-الحرص على استعمال علامات الوقف.
رابعا/-ترك مسافة البدء عند كل فقرة .
خامسا/-عدم تجزئة الكلمات.
سادسا/-ترك مسافة قبل و بعد كل عنوان .
سابعا/-الاحتفاظ بنسخة إضافية من البحث .
ثامنا/-التنويع في المصادر و الإكثار منها يثري الموضوع و يعالجه من زوايا متعددة.
-- Enseignant: قاصـــــدي فا يــــزة