هناك مقدمات رئيسة لإقامة النص، منها:
1- التمرس بقراءة النسخة: فإن القراءة الخاطئة لا تنتج إلا خطأً، وبعض الكتابات يحتاج إلى مراسٍ طويل، وخبرةٍ مديدة، ولا سيما تلك المخطوطات التي لا يطَّرد فيها النقْط والإعجام، وكذلك تلك التي كُتبتْ بقلم أندلسي أو مغربي، حيث تنقط الفاء من أسفلها (  )، وتنقط القاف بنقطة واحدة من فوقها (ف)، أما الكاف فكثيرًا ما ترسم هكذا (لـ) في نهاية الكلمة، فتلتبس بالدال، والتشديد يرسم كالعدد (7) فوق الحرف، وقد يوضع تحت الحرف إذا كان مكسورًا، ولكن بشكل مقلوب (8).
هذه بعض اصطلاحات الخط المغربي، على أن الخط المشرقي لا يقلُّ عنه غرابة من بعض الوجوه؛ فالهمزة الواقعة في آخر الكلمة بعد الألف، قد لا ترسم البتة، وهكذا، فتلتبس كلمة (ماء) بكلمة (ما)، و(سماء) بالفعل (سما)، وقد تعوض بالمدة فوق الألف نحو (مآ) و(سمآ)، وهناك حروف تلتبس بحروف أخرى؛ لتقارب رسمها في بعض الخطوط: كالدال واللام، والغين والفاء، أما إعجام الحروف وإهمالها - أي: تنقيطها وعدمه - فله اصطلاحات خاصة، فمِن علامات الإهمال وضعُ ثلاث نقاط تحت السين، أو رسم رأس سين صغيرة تحت السين، وحاء صغيرة تحت الحاء، وصاد صغيرة تحت الصاد، أو رسم خط أفقي (-) أو هلال () فوق الحرف. وقد تختلف كتابة الأرقام في بعض المخطوطات القديمة عما هي عليه اليوم، هذا وإن هناك رموزًا واختصاراتٍ لبعض الكلمات أو العبارات نجدها في المخطوطات القديمة، ولا سيما في كتب الحديث: نا وثنا = حدثنا، أنا وأرنا وأبنا = أخبرنا .

تطبيق: اذكر امثلة توضيحية عن بعض الاختصارات الواردة في عملية التحقيق