وأمَّا (التحقيق)، فهو في اللُّغة: التأكُّد من صِحَّه الخبر وصِدقه، و"حقَّقْتُ الأمر، وأَحْقَقْتُهُ: كنتُ على يقين منه وهو يدور حولَ معاني الإثبات والتصديق، والإحكام والتصحيح، وفي الاصطلاح القديم: "التحقيق إثبات المسألةِ بدليلها أمَّا في الاصطلاح المعاصِر، فهو قراءة النَّص "على الوجه الذي أرادَه عليه مؤلِّفُهُ، أو على وجهٍ يَقْرُبُ مِن أصله الذي كتبَه عليه مؤلِّفُه تمهيدًا لنشْره وطباعته
الشروط الواجب توفرها في المحقق :
هناك عدة شروط وجب توفرها في المحقق منها ما يلي :
.الخبرة و التمرس بتحقيق المخطوطات، و الدراسة الواسعة لأصول تحقيقها و معرفة أصولها، و ما كتبت به من خطوط متنوعة، مشرقية، و فارسية و مغربية... و يرفق ذلك المتمرس بنهج النساخ و مصطلحات القدماء في الكتابة، مثل علامات تضبيب، و اللحق، و الإحالة. ولابد من معرفة اصطلاحات القدامى " قدماء في الضبط في الشكل و علامات إهمال الحروف غير المعجمية.• الأمانة في أداء النص : صحيحة دون زيادة أو نقصان، فالمحقق بمثابة راوية للكتاب الذي يرويه بطريقة الوجادة.
• عدم التصرف في المخطوطات و ضرورة الحفاظ على عباراتها و أساليبها و يتعين عليه التجرد من الأهواء الشخصية المذهبية أو العبث لإخراجها على أي شكل و صورة رغبة في الاستنكار و تحقيق المكاسب المادية أو بالسطو على جهود الآخرين.
• الإحساس بقيمة التراث العلمي و الفكري إحساس ينبع من الإيمان العميق بدوره الفعال في بناء حضارة الأمة عن طريق إحياء تراثها.
• الحب و التعلق بتراث المخطوط، و معايشة و توثيق الصلة على نطاق واسع قراءة و دراسة، و خبرة و دراية بأسراره و دقائقه و خصائصه، و أساليب تدوينه، و مناهج كتابته.
• التذرع بالصبر و الأناة: لأن المحقق غالبا ما تواجهه مشكلات و صعوبات قد تتطلب وقفات طويلة و متأنية للوصول إلى علاجها الصحيح من علم و يقين، و بعد طول بحث و تقسي بعيدا عن النظرة العجلى التي تأخذ بأقرب ما يتبادر إلى الذهن دون أعمال الفكر و تدقيق النظر و تقليب الأمر على جميع وجوهه المحتملة بغية الوصول إلى وجه الصواب.
• على أن يكون المحقق على علم و دراية بموضوع الكتابة فذلك أدعى إلى أن يكون العمل أكثر إتقان و دقة مما لو تصدى له شخص أخر له جهة علمية أخرى و مهما يكن العلم الذي يحقق فيه فان على المحقق إتقان اللغة العربية، نحوا و لغة، لأن الإلمام الواسع باللغة العربية و أساليبها و مفرداتها يسهم إسهاما وافرا في تذليل الكثير من الصعاب
- المعلم: hafidha lami