الشروط  الواجب  توفرها  في  المحقق :

هناك عدة  شروط  وجب توفرها في المحقق منها ما يلي :

.الخبرة و التمرس بتحقيق المخطوطات، و الدراسة الواسعة لأصول تحقيقها و معرفة أصولها، و ما كتبت به من خطوط متنوعة، مشرقية، و فارسية و مغربية... و يرفق ذلك المتمرس بنهج النساخ و مصطلحات القدماء في الكتابة، مثل علامات تضبيب، و اللحق، و الإحالة. ولابد من معرفة اصطلاحات القدامى " قدماء في الضبط في الشكل و علامات إهمال الحروف غير المعجمية.
• الأمانة في أداء النص : صحيحة دون زيادة أو نقصان، فالمحقق بمثابة راوية للكتاب الذي يرويه بطريقة الوجادة.
• عدم التصرف في المخطوطات و ضرورة الحفاظ على عباراتها و أساليبها و يتعين عليه التجرد من الأهواء الشخصية المذهبية أو العبث لإخراجها على أي شكل و صورة رغبة في الاستنكار و تحقيق المكاسب المادية أو بالسطو على جهود الآخرين.
• الإحساس بقيمة التراث العلمي و الفكري إحساس ينبع من الإيمان العميق بدوره الفعال في بناء حضارة الأمة عن طريق إحياء تراثها.
• الحب و التعلق بتراث المخطوط، و معايشة و توثيق الصلة على نطاق واسع قراءة و دراسة، و خبرة و دراية بأسراره و دقائقه و خصائصه، و أساليب تدوينه، و مناهج كتابته.
• التذرع بالصبر و الأناة: لأن المحقق غالبا ما تواجهه مشكلات و صعوبات قد تتطلب وقفات طويلة و متأنية للوصول إلى علاجها الصحيح من علم و يقين، و بعد طول بحث و تقسي بعيدا عن النظرة العجلى التي تأخذ بأقرب ما يتبادر إلى الذهن دون أعمال الفكر و تدقيق النظر و تقليب الأمر على جميع وجوهه المحتملة بغية الوصول إلى وجه الصواب.
• على أن يكون المحقق على علم و دراية بموضوع الكتابة فذلك أدعى إلى أن يكون العمل أكثر إتقان و دقة مما لو تصدى له شخص أخر له جهة علمية أخرى و مهما يكن العلم الذي يحقق فيه فان على المحقق إتقان اللغة العربية، نحوا و لغة، لأن الإلمام الواسع باللغة العربية و أساليبها و مفرداتها يسهم إسهاما وافرا في تذليل الكثير من الصعاب التي قد تواجه المحقق في أساليب المخطوطة، و لغتها، حيث يجد من الحصيلة اللغوية ما يمكنه من تدقيق النظر، و الوصول إلى الوجه الصحيح.
• سعة الاطلاع على كتب التراث، و مصادره في مختلف جوانب البحث و المعرفة، و معرفة مناهج مؤلفه، و توجهاته العلمية و طرق البحث في مصنفاته حول شتى العلوم مما يساعد المحقق على تحرير و توثيق نصوص الكتاب الذي يعمل عليها.