تعتبر عملية التغيير ظاهرة مصاحبة للحياة البشرية سواء فيما يتعلق بالأفراد والجماعات والمنظمات،وهذا نتاج عدة متغيرات دافعة لهها، ولهذا تطرح هذه الورقة البحثية من السؤال التالي:ماهو التغيير؟،وماالذي يجب تغييره؟

-التغيير: التغيير لغتا اسم مشتق من الفعل غيّر وغيّر الشيء بدّله وجعله على غير ما كان عليه، وجاء في القرآن الكريم قوله تعالى:{إن الله لا يُغيِّرُ ما بقوّم حتى يُغيّرُوا ما بأنفسهم وإذا أراد الله بقوم سوءا فلا مردّ له ومالهم من دونه الله من وال} الآية.

وقد عرّفه سعيد يس عامر بانه استجابة مخططة او غير مخططة من قبل منظمات العمل الإنسانية للضغوط التي يتركها التقدر والتطور الفني الملموس وغير الملموس في الماديات والأفكار.

كما عرفها محمد غربي بأنه:" إحداث تعديلات في أهداف وسياسات الغدارة أو في أي عنصر من عناصر العمل التنظيمي استهدافا لأحد الأمرين:

-ملاءمة أوضاع التنظيم مع الأوضاع الجديدة في البيئة التنظيمية، وذلك بإحداث تناسق وتوافق بين التنظيم والظروف البيئية التي تعمل فيها.

-استحداث أوضاع تنظيمية تحقق للتنظيم خلافا على غيره من التنظيمات ميزة تمكنه من الحصول على عوائد أكبر".

في حين عرّفه J.Bennis بأنه:" الاستجابة للتغيير نتيجة لوضع استراتيجية تثقيفية هادفة لتغيير المعتقدات والقيم والهيكل التنظيمي وجعلها أكثر ملاءمة للتطور التكنولوجي وتحديات السوق .

وما يلاحظ على التعاريف السابقة هو التعدد تبعا لتعدد زاوية النظ، فمنهم من يعرّفها من ناحية الهدف، والأخر من ناحية الوسيلة أو الأداة، ومنهم يغرّفه من ناحية المدخل والمجال لإحداث التغيير ،الأخر بايراز سمة أو خاصية من خصائصه.

وهناك فرق بين التغيّر والتغيير فالاول هو حركة حتمية تتعلق بالتحوّل من حالة إلى حالة أخرى بصرف النظر عن اتجاهها او نتائجها، أما التغيير هو التحول من نقطة أو حالة في فترة زمنية معينة إلة نقطة او حالة أفضل مستقبلا ويمشل سلوكات الأفراد وهيكل التنظيم ونظم الأداء وتقييمها والتكنولوجيا وذلك بغرض التفاعل والتكيف مع البيئة المحيطة.

ü   خصائص التغيير: تتميز عملية التغيير بعدد من الخصائص أبرزها:

أ/ التغيير أمر حتمي: حيث بقول علماء الاجتماع في هذا الصدد" إن الشيء الوحيد الذي لا يتغير هو التغيير نفسه"، كون عملية التغيير أمر حتمي وضروري ولازم، وذلك تبعا لعدة متغيرات سواء داخلية أو خارجية.

ب/التغيير حركة تفاؤلية: أي ارتقائية بالضرورة، أن المنظمات تنتقل عبرها بسلسلة من المراحل والخطوات قصد الوصول للوضع المستهدف.

ج/ التغيير عملية مستمرة: فالقاعدة أن التغيير عملية مستمرة عبر التاريخ،هو حالة مستمرة يحصل بتخطيط مسبق أو بصورة عشوائية استجابة للطروف البيئية.

د/التغيير عملية شاملة:أن اعتبار التغيير عملية شاملة يتماشى مع مفهوم النظم الذي يقضي بالنظرة الكلية والشمولية أو النظام محل الاعتبار.

أدواته: تتعدد أدوات التغييرقصد إحداث التغيير داخل المنظمات وأبرزها:

-التغيير بأسلوب لواءات الست: حيت يعتمد هذا الأسلوب في التغيير على الإجابة على الأسئلة الستة التالية:

What ? ماذا ستيغير؟ وما هو موضوع التغيير؟

 Whay ? لماذا سيتغير؟ أو ما هي مبررات وأسباب التغيير؟

 Who ? من الذي سيقوم بالتغيير؟ الفرد أو الجماعة؟

Whom ?من هو المتغير؟ أو امن هو المستهدف من العملية التغييرية؟

Where ? أين ستبدأ العملية التغييرية؟

When ? متى ستبدأ العملية التغييرية؟

التغيير بأسلوب ماكنزي S7:حيث اعتمد في التغيير على سبعة محاور أساسية تبدأ بحرفS:

-الاستراتيجيةStrategy،-الهيكلStructure،-النظم Systems،-أسلوب القيادة Style of Leadership،-المهارات Skills،- العاملينStaff، القيم المشتركة .

Shared Values

عناصر إدارة التغيير: تنقسم إدار التغيير إلى كل من إدارة التغيير الإستراتيجي، وإدارة التغيير الوظيفي،فالأولى تتعلق برسالة المنظمة وأهدافها والثانية تتعلق بالتغيير في المتصب والدرجات والإدارات بين الموظفين.

التغيير التنظيمي:تعددت التعاريف للتغيير التنظيمي حيث ركّز بعض الباحثون على التكنولوجيا المستخدمة  في تعريفهم للتغيير التنظيمي، ومنهم من ركّز على المنظمة ولبيئة التنظيمية والسلوك التنظيمي، ومنهم من ركّز على الاستراتيجيات والخطط وإجراءات وقواعد العمل، بهدف التكيف وتحسين الأداء.

التنظيم:لغويا هو مصدر لفعل نظم والنظم التأليف وضمّ شيء إلى أخر ونظم اللؤلؤ ينظمه نظما ونظاما أي جمعه فانتظم، والتغيير التنظيمي من هذا المنطلق يعني إعادة تنظيم مكونات الشيء لتحسين أدائه.

هناك فرق بين التغير التنظيمي والتغيير التنظيمي، فالتغير التنظيمي هو ظاهرة طبيعية ومستمرة في حياة المنظمات وتحدث دون تخطيط مسبق أي بصورة تلقائية وعفوية ناجمة عن تاثير التغيرات البيئية ذات الصلة بمدخلات المنظمة أو عملياتها أو مخرجاتها،اما التغيير التنظيمي فهو موجه وهادف يسعى لتحقيق التكيف مع البيئة الداخلية والخارجية.

وتعتبر ظاهرة التغيير التنظيمي ظاهرة طبيعية تقوم على عمليات إدارية متعددة ينتج عنها إدخال تطوير بدرجة ما على عنصر أو أكثر، ويمكن رؤيته كسلسلة من المراحل التي من خلالها يتم الانتقال من الوضع الحالي إلى الوضع الجديد.

وتعتبر المنظمة نظام يتكون من مجموعة أنظمة فرعية تتفاعل فيما بينها ، كونها تتواجد في نظام خارجي يتكون بدوره من أنظمة فرعية أخرى، فالتغيير في هذه الأنظمة ينعكس في تغيير المنظمة بالضرورة.

Rectangle à coins arrondis: خصائص التغيير التنظيمي