تمهيد :

يصادف الانسان في سعيه لتلبية معظم حاجاته المتعددة،المتزايدة والمتجددة لتحقيق رغباته وزيادة منافعه،مصاعب وعراقيل في ندرة الموارد أو الخيرات التي يحتاجها.وإن وجدت فإنها لا تصلح للاستعمال المباشر إلا بتعديلها.ولهذا فهو مضطر للعمل من أجل جعلها صالحة للاستعمال.وعليه:

أولا: تعريف المشكلة الاقتصادية:

-       المشكلة الاقتصادية ما هي إلا عدم التوفيق بين الحاجات المتزايدة والندرة النسبية من جهة أخرى.فالانسان مطالب بتجديد وتحديد حاجاته انطلاقا من محيطه الذي يفرض عليه اختياراته.

-       تنشأ المشكلة الاقتصادية بسبب الندرة النسبية في الموارد الاقتصادية وتعدد وكثرة وتنوع حاجات أفراد المجتمع المراد إشباعها.

-       المشكلة الاقتصادية تعني أن الموارد محدودة والحاجات متعددة،وتصبح المسألة هي كيفية توزيع الموارد على الحاجات للحصول على أقصى اشباع ممكن.

ثانيا: مستويات المشكلة الاقتصادية:

-      المشكلة الاقتصادية على مستوى الفرد: ويقصد بها محدودية الدخل وكثرة الحاجات،لذا على المستهلك الاختيار ووضع الأولويات والتضحية ببديل واختيار آخر.

-      المشكلة الاقتصادية على مستوى المجتمع: فالمشكلة الاقتصادية يراد بها أيضا محدودية الموارد في مقابل الحاجات،ما يستلزم الاختيار وتحديد الأولويات،وبالتالي التضحية هنا تكون مسؤولية مترتبة على الاقتصاد القومي المرتبط بالمصلحة الاقتصادية للدولة،فالموارد محدودة في المجتمع ي وقت معين بالمقارنة بحاجات ورغبات أفراد المجتمع المتعددة،المتنوعة والمتجددة عبر الزمن،ولذا ينبغي على الاقتصاد الوطني أن يختار ويضع الأولويات ويضحي بأشياء مقابل إشباع حاجات معينة من خلال عملية التوجيه أو تخصيص الموارد المتاحة وتوزيع السلع والخدمات  المنتجة بأفضل طريقة ممكنة على أفراد المجتمع أي بالطريقة التي تحقق أقصى إشباع ممكن.

ومن هنا يلاحظ أن المشكلة الاقتصادية لا تختلف في جوهرها سواء لدى الفرد أو المجتمع وإن كانت تختلف من حيث الشكل أو من حيث طريقة المعالجة.

ثالثا: عناصر المشكلة الاقتصادية

1/الحاجة

أ‌-    تعرف الحاجة: هي الشعور أو الإحساس بالحرمان أو فقدان شيء ما ولا تزول الحاجة إلا بعد تلبيتها،وعند إذن يشعر الانسان بالارتياح والاطمئنان .

ب‌-          خصائص الحاجة

-حاجات غير محددة: تتضاعف بالفعل البشري والتقدم الحضاري والتكنولوجي،كما تختلف الحاجة باختلاف الزمان والمكان.فحاجة الانسان البدائي كانت تقتصر على الأكل والشرب،...عكس الانسان المعاصر الذي ظهرت له حاجات جديدة ومتجددة.

- القابلية للاشباع والمتجددة:حاجة الانسان المتجددة للماء،..حيث أن الحاجات تتجدد خلال فترات زمنية معينة.

- القابلية للاستبدال: يمكن استبدال حاجة بحاجة أخرى تعوضها سواء لندرتها أو لإرتفاع تكلفتها.

- إمكانية التكامل بين الحاجات: أي أن الحاجات القابلة للتكامل فيما بينها فلإشباع حاجة لا بد من حاجة أخرى .

ج- تصنيف الحاجات : وتصنف كالتالي:

-       الحاجات الأساسية: وهي الحاجات التي لا يمكن الاستغناء عنها.

-       الحاجات الثانوية: وهي الحاجات التي توفر الراحة والطمأنينة للإنسان.

-       الحاجات الحاضرة: وهي الحاجات التي تتطلب اشباعا فوريا.

-       المستقبلية: وهي الحاجات التي يتطلع الانسان لبلوغها لتحسين الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية،...

2/ الموارد الاقتصادية:

أ‌-    تعريفها: تعرف الموارد الاقتصادية على أنها عوامل الإنتاج عموما والتي تتمثل في الموارد الطبيعية والعمل البشري ورأس المال.

ب‌-          أنواع الموارد الاقتصادية:

-       موارد طبيعية: وهي الموارد التي لا علاقة للإنسان بوجودها كالمعادن الموجودة في باطن الأرض وفي الأراضي الزراعية والبحار،...مثلا هنالك دول غنية بالموارد الطبيعية الطاقوية مثل دول الخليج،ودول غنية بالأراضي الزراعية مثل السودان واليمن والصومال لكنها تفتقر للموارد المادية لاستغلال هذه الثروات.

-       موارد بشرية: وهي الطاقات الذهنية والجسدية للإنسان مثل مصر،الأردن،سوريا،اليمن غنية بالموارد البشرية،وتعتبر دول مصدرة للعمالة ،عكس دول الخليج.

-       رأس المال: وهو نتاج التفاعل بين الموارد البشرية والطبيعية مثل انتاج الآلات والمعدات  اللازمة لانتاج السلع الاستهلاكية وغيرها.