التعْريب:
ويطلق في اللغة العربية على معاني التبيين، والتهذيب، وتلقين العربية، وإحلال اللفظ العربي محل اللفظ الأجنبي... يقول ابن منظور المصري: "(...) قال الأزهري: الإعراب والتعريب معناهما واحدٌ، وهو الإبانة... وعرب منطقه؛ أي هذبه من اللحن... وعرّبه: علمه العربية... وتعريب الاسم الأعجمي: أن تتفوّه به العرب على منهاجها؛ تقول: عربته العرب، وأعربته أيضا، وأعرب الأغْتم، وعرب لسانه- بالضمّ- عُروبة؛ أي صار عربيا... والتعريب: أن يتخذ فرسا عربيا... ابن الأعرابي: التعريب: التبيين والإيضاح"
ولكلمة "تعريب" في الميدان الاصطلاحي معانٍ عدة، حصرها د.علي القاسمي في أربعةٍ رئيسة، يمكن أن نرتبها من الخاص إلى العام على النحو الآتي:
* التعريب هو نقل اللفظ (ومعناه) من اللغة الأجنبية إلى اللغة العربية كما هو دون إحداث أي تغييرٍ فيه (الدخيل)، أو مع إحداث بعض التغيير فيه انسجاماً مع النظامين الصوتي والصرفي للغة العربية (المعرَّب).
* التعريب هو نقل معنى نصّ من لغة أجنبية إلى اللغة العربية ويقابله "التعْجيم" الذي ينصرف مدلوله إلى نقل الأثر من اللغة العربية إلى اللغة الأجنبية.
* التعريب هو استخدام اللغة العربية في الإدارة أو التدريس أو كليهما.
* التعريب هو جعْل اللغة العربية لغةَ حياة الإنسان العربي كلِّها. ويعد هذا الأمرُ أنجعَ سبيل إلى تحقيق النهضة والتنمية المنشودتيْن، إذ "لم يسجل التاريخ قط أن أمة حققت التنمية والتقدم الحضاري الحقيقي بلغة غيرها من الأمم"، ثم إن "العالم لن يستمع إلى أمة تتحدث بلسان غيرها – كما قال الرئيس الفرنسي فرانسوا ميتران لشعبه المتعلم في تحذيره له من طغيان اللغة الإنجليزية". وهذا ليس معناه الدعوة إلى الانطوائية والتَّزمُّت، بل إن الانفتاح على اللغات الأخرى (العالمية منها خاصةً) أمر مهم وضروري. يقول الباحث التونسي محمد ديداوي:"إن التعريب ضرورة قومية، وتأكيد للهُوية الثقافية والحضارية، وفيه بلورةٌٌ للذاتية. كما أنه لا ينتفي معه وجود لغات أخرى يُستعان بها ويستفاد منها، تتكامل مع اللغة القومية".
ومما لا ريبَ فيه أن للتعريب في الوقت الحاضر أهميةً عظمى. ذلك بأنه يسْهم في توحيد كلمة الأمة العربية، وإقامة جسْر بين الماضي والحاضر والمستقبَل، وتأكيد الهُوية الحضارية لهذه الأمة... وبناءً على هذا، يتفق المثقفون العرب- اليومَ- على أن التعريب ضرورة ملحة، وليس ترفا ثقافيا
وقد اعتُمِد التعريب – وما زال يعتمد- في وضع كثير من المصطلحات، وفي تسمية عديدٍ من المفهومات؛ لأنه يحافظ على نقاء اللغة العربية، ويراعي أنساقها وقواعدها، ويحرص على تطويع اللفظ الأجنبي ليساير خصوصيات هذه اللغة. ومن أمثلة المعرَّب "الفلسفة"، و"الأنيميا"، و"البنْج".
- Enseignant: hafida laami